أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى الانسحاب الروسي من سوريا، وقالت إن روسيا أطاحت بالنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وإنها تمكنت بالحيلةمن إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة. فقد نشرت الصحيفة مقالا تحليليا للكاتب تود وود وصف فيه الخطوة الروسية بأنها الحيلة الماهرة التي اتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا في إطار سعيه لإعادة بلاده إلى المسرح العالمي. وأضاف الكاتب أن فكرة الانسحاب تتماشى مع هدف موسكولاسترداد نفوذها الدولي، وأن محور روسيا وإيران وسوريا صار هو المهيمن في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن روسيا تمكنت في خمسة أشهر من إقصاء الهيمنة الأميركية في المنطقة على الرغم من الخسائر المالية والبشرية الباهظة التي تكبدتها الولايات المتحدة فيها. قوة عظمى وأضاف وود أن الهدف الرئيسي من تدخل روسيا في سوريا كان لتقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والحفاظ على الخيارات التي تمكن موسكو من البقاء في الشرق الأوسط من خلال استعادة مكانتها كقوة عسكرية عظمى وحفاظها على المصالح الوطنية الروسية. وقال إن روسيا أثبتت قدرتها على نشر قوات كبيرة قادرة على العمل بشكل فعال خارج حدودها، وإنهاتمكنت من اختبار أنظمتها الجوية والعسكرية وتجريب تكتيكات جديدة لها في المنطقة. وأشار الكاتب إلى أن بوتين أراد من خلال الانسحاب عدم توريط بلاده في حروب خارجية، وبالتالي الحفاظ على شعبيته بين الناخبين وتفادي أي عذر لاضطرابات داخلية. وأضافأنه أصبح للروس الآن سبب آخر يشعرهم بالفخر ويجعلهم يدعمون زعيمهم بشكل مستمر، وأن هذا هو ما يمثل المفتاح لبقاء بوتين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها الروس العاديون.