×
محافظة المدينة المنورة

ارتفاع في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة

صورة الخبر

سخر الإعلامي الأميركي ستيفن غولبرت من إصرار دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية على أنه تعرض لمحاولة اغتيال من جانب «داعش»، خلال خطاب انتخابي أمام حشد من أنصاره في ولاية اوهايو السبت الماضي. واستغرب غولبرت رد فعل ترامب عندما أبلغه صحافي في مقابلة تلفزيونية بأن الشاب الأميركي توماس ديماسيمو البالغ من العمر 26 عاماً الذي حاول الاقتراب من المنصة، خلال إلقاء ترامب خطابه، وسارع رجال الأمن الى اعتقاله، لا تربطه أي صلة بـ «داعش» أو الجماعات الإرهابية المتشددة وأنه أميركي مسيحي لم يغادر الولايات المتحدة منذ ولادته. رد المرشح الأبرز للمنصب الرئاسي بأن مصدر معلوماته هو ما نشر على شبكة الانترنت. في إشارة الى شريط مصور تمت فبركته بسرعة يظهر شاباً ملتحياً ذا ملامح شرق أوسطية وهو يجر العلم الأميركي خلفه مع مؤثرات صوتية من أناشيد «داعش». الأرجح أن ترامب، الذي زعم قبل أشهر انه شاهد على محطات التلفزة آلاف العرب يتظاهرون في ولاية نيوجرسي ابتهاجاً بسقوط برجي المركز التجاري في نيويورك في ايلول(سبتمبر) 2001، أراد توظيف حادثة المنصة واستثمارها الى أقصى حد في تعبئة جمهوره وتأكيد صوابية تصريحاته عن كره المسلمين لأميركا والخطر الذي يشكلونه على الأميركيين. وربما أراد أيضاً الظهور بصورة الزعيم المستهدف من جانب تنظيم «داعش» عدو أميركا الأول. وفي مقابلة مع محطة «سي ان ان «أوضح الشاب الأميركي اليساري، الذي وجهت إليه الشرطة اتهامات بالإخلال بالنظام العام، انه أراد لفت النظر والاحتجاج على خطاب ترامب العنصري ضد الأقليات في الولايات المتحدة وتماهي هذا الخطاب مع النازية الألمانية وزعيمها ادولف هتلر. على أي حال، فإن ظاهرة الاحتجاجات التي رافقت المهرجانات الانتخابية للمرشح الجمهوري الابرز منذ إطلاق حملته الانتخابيه الصيف الماضي، انتقلت من مرحلة الاحتجاج السلمي كوقوف مسلمة محجبة وسط جمهوره احتجاجاً على دعوته منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الى مرحلة الاحتجاج العنفي الذي بلغ ذروته بالمواجهات بين أنصاره وبين آلاف الناشطين، ذوي الأصول الافريقية والعربية واللاتينية، احتــــشدوا في جامعة الينوي في مدينة شيكاغو لمنع ترامب من إلقاء خطاب في معقل باراك اوباما أول رئيس أميركي من أصول افريقية. هذا التصاعد في وتيرة العنف الجماهيري الذي لم يشهد التاريخ الانتخابي الأميركي الحديث مثيلاً له ،أقله في العقود القليلة الماضية، أججته خطابات ترامب التحريضية ضد المهاجرين غير الشرعيين وضد المسلمين وفي أحيان كثيرة تشجيع أنصاره، وبينهم مجموعات عنصرية يمينية متطرفة، على طرد وضرب المحتجين على خطابه الذين يتسللون الى مهرجاناته الانتخابية. وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أفلام مصورة لاعتداءات جسدية وتحرشات لفظية تعرض لها أفراد وناشطون مناهضون لترامب اندسوا خلسة بين أنصاره قبل قيام رجال الأمن السري باعتقالهم وإخراجهم من بين الحشود. في واقعة شيكاغو حيث اضطر ترامب لإلغاء خطاب له، بعد نصيحة من شرطة المدينة اتهم المرشح الثري أنصار منافسه الديموقراطي بيرني ساندرز بمهاجمة مركز تجمع مؤيديه وإثارة الفوضى والشغب. ويرفض ترامب الاعتراف بأن خطابه الانتخابي التحريضي يشجع على العنف وهو المسؤول عن أعمال الشغب في شيكاغو. زاعماً أن مجموعات شبابية منظمة تابعة للحملة الانتخابية لساندرز اقتحمت جامعة الينوي لتخريب مهرجان انتخابي لأنصاره ومنعته من اللقاء مع ناخبي المدينة وهذا خرق فاضح للقوانين الأميركية التي تكفل حرية التعبير وإبداء الرأي. وتشير الحملة الانتخابية لترامب الى تورط عدد من المجموعات اليسارية المنظمة المؤيدة لترشيح السيناتور الاشتراكي بيرني ساندرز للرئاسة الأميركية، بالقيام بأعمال شغب وعنف للتشويش على حملة ترامب والتجمعات الانتخابية لأنصاره. ومن هذه المجموعات «بلاك لايفز ماتر» المدافعة عن حقوق الأميركيين من أصول افريقية والتي برز نشاطها بعد المواجهات مع رجال الشرطة في مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري، عقب مقتل شاب أسود برصاص رجل شرطة أبيض. ودأب ناشطون من هذه المجموعة على الظهور في مهرجانات ترامب الانتخابية للاحتجاج على ما يعتبرونه تحريضاً عنصرياً في خطابه الانتخابي. وينبه مقربون من ترامب الى دور لافت ومستجد لناشطي حركة «احتلوا وول ستريت» التي انطلقت من مدينة نيويورك عام 2011 ونظمت تظاهرات في عدد من المدن الأميركية والاوروبية احتجاجاً على السياسات الرأسمالية وللمطالبة بتوزيع عادل للثروة في الولايات المتحدة والعالم. وتلتقي الشعارات الانتخابية للمرشح بيرني ساندرز مع توجهات حركة «احتلوا وول ستريت» ان لم نقل تتطابق معها. ويسجل حضور قوي لهذه الحركة الســـياسية في اوساط طلاب الجامعات والشباب وهؤلاء يشــكلون القوة الدافعة لحملة ســاندرز الاشــتراكي الذي يدعو الى ثورة سياسية في أميركا ضــد وول ستريت والطبقة السياسية التابعة لها.