مكة المكرمة محمد آل سلطان قفزت أسعار الدقيق في مكة المكرمة خلال شهر رمضان، بسبب تلاعب المتعهدين، وبلغ سعر الكيس45 ريالاً. وأرجع متعاملون في هذا القطاع، ارتفاع الأسعار المتكرر الذي سبق أن طال أسواق العاصمة المقدسة قبل خمسة أشهر، إلى امتناع موردي الدقيق عن البيع للطواحين الصغيرة والاكتفاء بالبيع للطواحين الكبيرة على أن تتعهد بالبيع للمخابز والطواحين الصغيرة. وأشاروا إلى إحجام المتعهدين عن البيع لفترة لا تتجاوز أسبوعين للطواحين الصغيرة بحجة الضغط الذي يواجهونه من أجل تلبية حاجة المخابز الملحة، مؤكدين أن أكياس الدقيق المتوفرة لديهم حالياً لا تكفي إلا للمخابز وبأعداد وكميات قليلة لتغطية احتياجات المستهلكين الأفراد من الدقيق، وبأسعار مرتفعة تترواح مابين 35 و40 ريالاً، قبل أن تباع للمستهلك الفرد بسعر 45 ريالاً. وانتقد مستهلكون غياب دور وزارة التجارة الرقابي ، ما أدّى إلى استمرار مسلسل التلاعب بأسعار السلع الاستهلاكية دون تدخل بفرض عقوبات رادعة تحد من الزيادات في الأسعار. وعلمت «الشرق» من مصادر مطلعة في إحدى الطواحين الكبيرة المتعهدة، أن هناك اتجاهاً إلى عدم سحب كامل كميات الدقيق الأسبوعية المخصصة له من المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، معتمداً على تقديريات المتعهد الخاصة لحاجة السوق، بهدف خنق السوق ورفع الأسعار. من جهته، أكد المدير العام للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس وليد الخريجي صحة المعلومات التي أبلغته بها»الشرق» عن ارتفاع الأسعار بعد تثبته منها، وقال« من يبيعون بهذه الأسعار «متعهدون»، وكشف عن أحد المتلاعبين بالأسعار «والده» متعهد معتمد لدى المؤسسة، إلا أن الابن المتلاعب ليس معتمداً».وأَضاف« الأسعار التي يبيعون بها نوع الفاخر بـ45 ريالاً، ومن المفترض ألا يتجاوز سعره في السوق 32 ريالاً، وأن سعر البودرة العادي الذي يباع حالياً بسعر 32 ريالاً، يفترض ألا يتجاوز 28 ريالاً. وأوضح الخريجي أن العمل جار الآن لإبلاغ وزارة التجارة، بعد التأكد من وجود هذه الحالات، مؤكداً أن «ضعاف النفوس» كثر، ونحن في صراع دائم معهم، وأشار إلى أن هؤلاء يصنفون من المتعهدين بكميات بسيطة، مبيناً أن التلاعب في الأسعار حدث قبل خمسة أشهر وتمت السيطرة عليه في حينها، وأكد أن الزيادة الحالية في الأسعار ليست نتيجة نقص في الكميات من قبل المؤسسة ولكن لمجرد «تعظيم الأرباح». وأفاد أن المؤسسة جهاز إنتاج وبيع بأسعار محددة، وأن مراقبة السوق ليست من ضمن نطاق عملها، لكن إذا وصلت المؤسسة معلومات عن تلاعب المتعهدين بالأسعار فلن نقف مكتوفة الأيدي، إذ إننا نتعامل بحسم عبر الإبلاغ عن المتلاعبين. وقال الخريجي إنه يتم تخصيص أكثر من 300 ألف كيس أسبوعياً لمنطقة مكة المكرمة، فيما لاتتجاوزالمبيعات 250 ألف كيس . وأوضح أن أي شخص يرغب في الشراء من المؤسسة بطريقة مباشرة لن يجد ما يمنعه، وعندما يشعر بأن المتعهد يبالغ في الأسعار يجب أن يبلغ عنه ويأخذ الكميات مباشرة من المؤسسة. زيادة حصة العاصمة المقدسة 10% في رمضان أكد نائب رئيس اللجنة الوطنية للمخابز فايز حمادة لـ «الشرق»، أن حجم الطلب في منطقة مكة المكرمة يصل إلى أكثر من 275 ألف كيس أسبوعياً مع زيادة الحصص 10% خلال موسم رمضان، مشيراً إلى أن كميات أكياس الدقيق المتوفرة لدى كبار الموزعين تتراوح ما بين ألفين إلى عشرين ألف كيس، وقال «يتوجب على المتعهدين ألا يقفزوا بأسعار بيع الكيس إلى سقف 27 ريالاً، وألا يتخدوا من الاحتكار مبدأً تجارياً لتحقيق الأرباح المضاعفة والإضرار بمصالح المستهلكين مبيناً أن العبوات الصغيرة المنزلية قد تكون الملجأ للمستهلك لسد الحاجة مؤقتاً.