جنيف واس قال الأستاذ الجامعي رئيس شعبة الدراسات في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الدكتور يحيى بن محمد علي أبو مغيض، إن المملكة واجهت هجمة شرسة من التطرّف والإرهاب على مدى 15 سنة، وتم وضع استراتيجية شاملة لمواجهة الفكر بالفكر وإنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بناء على عدة دراسات علمية في هذا المجال. وعقدت أمس في جنيف حلقة نقاش على هامش أعمال الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان حول دور الخطاب الديني في الوقاية من التطرف العنيف والراديكالية والإرهاب ومحاربته. وعرض الدكتور أبو مغيض التجربة الفريدة للمملكة في استثمار الخطاب الديني من خلال مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ودور الخطاب الديني في هذه التجربة، والفلسفة التي تقف خلف عمل المركز الذي لم تسبقه تجارب من نفس النوع. وأوضح أن المركز يمثل منتصف الطريق بين السجن والمجتمع لإعادة تأهيل من وقعوا في براثن التطرّف وتورطوا لإعادتهم إلى الدين الصحيح وفهم نصوصه، مشيرا إلى أن ذلك يتم في إطار الاحترام الكامل لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية ذات الصلة. وشرح أبو مغيض المراحل التي يمر بها الشخص داخل المركز من المناصحة إلى بناء المهارات والمعارف والخبرات التي تمكنه من العودة إلى المجتمع دون خطر العودة إلى الإرهاب، وامتداد الجهد الديني بعد خروجه من المركز لحل مشكلاته فكريا واجتماعيا ونفسيا وكذلك اقتصاديا ثم عملية التقييم السداسي الأبعاد التي يشارك فيها المجتمع المحيط بالشخص والجهات الأمنية، موضحاً إن المركز استقبل منذ إنشائه على مدى 11 سنة 3124 شخصا وبلغت نسبة النجاح بينهم 85 % وهي نسبة مرتفعة نفخر بها مقارنة بالمراكز الأخرى التي تعيد تأهيل المجرمين التي تبلغ نسبة النجاح فيها 40 % فقط . وبين إن المركز يشارك في كل الفعاليات الدولية والإقليمية في هذا الشأن ويستقبل الوفود ويقدم المشورة للدول الأخرى، كما يبني الشراكات ويتعاون مع المنظمات الدولية المهتمة بهذا المجال منها الأمم المتحدة، وأن المركز قدم للعالم الإطار العام لعلاج المتطرفين ويقدم هذا النموذج لمن يطلبه. ولفت إلى أن المركز أصدر موسوعة تتضمن أساليب المنظمات المتطرفة في جذب المجندين الجدد إلى أماكن الصراع ، كما تم تحويل الموسوعة لمجموعة مستخلصات للاستفادة منها وكل منها تتناول فكرة محددة والرد الديني والشرعي عليها. من جانبه، قال أستاذ الدراسات الإسلامية وتاريخ الأديان المقارن في جامعة القاضي عياض المغربية الدكتور أحمد عبادي إنه لا يمكن الحديث عن الخطاب الديني بمعزل عن خطاب الإرهاب والتطرف لهندسة خطاب ديني يدحض حجج الإرهابيين، ومواصلة مواكبة لغة المتطرفين للقيام بتطوير مواز للخطاب الديني لتوعية الشباب وعمل منظومة متكاملة بين الآباء ومؤسسات الدولة والمدارس وحتى الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال للفظ العنف وتعلم قيم التسامح وقبول الآخر.