امتلأت حقيبة مهرجان طيران الإمارات للآداب على آخرها ببرامج متنوعة، تهادت على هيئة جلسات غنية، وحوارات ثرية بمضمونها وأسماء الأدباء والضيوف المشاركين فيها، لتصطحب الجمهور في رحلة إلى عوالم الأدب والشعر والأطفال والتاريخ والسياسة وغيرها، وها هو المهرجان يغلق حقيبته لهذه الدورة، استعداداً لأخرى تحمل في طياتها الجديد والمفيد. فما الذي امتازت به دورة المهرجان الثامنة، وما الذي افتقدته، وهل قدمت للجمهور ما يبحث عنه؟ البيان التقت عدداً من الكُتاب وزوار المهرجان، ليؤكدوا بأنه حدث ثقافي من طراز فريد، لافتين إلى تطوره الكبير من عام إلى آخر، إلا أنهم أكدوا في المقابل حاجته للتركيز والاهتمام بالحضور العربي والثقافة العربية في بعض الجوانب، ما يزيد التفاعل والتواصل بين الثقافات المختلفة. تحديثات وتغييرات أكد الكاتب الدكتور منصور حبيب أن المهرجان يمتاز بالتنظيم الكبير، إلا أن الجلسات تشهد بعض التغييرات في أسماء الضيوف، ما قد يؤدي إلى حدوث خلل، وهو ما يستدعي توفير تطبيق يعمل على تزويد الجمهور بآخر التحديثات والتغييرات، ويبقيه على تواصل أولاً بأول مع المهرجان، مشيداً في الوقت ذاته بزيادة وتكثيف حضور الكتب باللغة العربية، وقال: لاحظت زيادة عدد الكتب العربية أكثر من العام الماضي، وهذه نقطة مهمة إذ من الضروري الحرص على جذب قراء اللغة العربية. وأشار حبيب إلى أن الكثيرين يعتقدون بأن المهرجان مخصص للأجانب وهذا ليس صحيحاً، إذ يحفل المهرجان بكُتاب عرب وخليجيين أثرى حضورهم المهرجان. وذكر حبيب أن الكتب متنوعة تتناول مختلف المجالات، وهو أمر يُحسب للمهرجان. ثراء أشار الكاتب والشاعر خالد البدور إلى أن المهرجان يتطور ويكبر ويزداد ثراءً بالكُتاب والكاتبات المشاركين فيه، لافتاً إلى أن هذه الدورة حافلة بثراء عربي أكبر، وقال: هناك روائيون وكتاب ومفكرون عرب، تُرجمت أعمالهم إلى لغات أخرى وأصبح لهم حضور كبير، تواجدوا في المهرجان، إلا أن المقارنة بين نسبة إصدارات الكتب الإنجليزية مقارنة بالعربية تجعل حضور الأولى أقوى. وأشاد البدور باختيارات الكتب، مشيراً إلى أن معظم الكتب المنتشرة في الوطن العربي موجودة في المعرض، وقال: المهرجان ثري يحظى بإقبال جيد من الجيل الجديد، ويجمع نخبة متميزة من الأدباء، أمثال سعود السنعوسي وحمور زيادة وغيرهما، كما تحظى الجلسات بإقبال وحضور قوي، وهذه نقطة قوة للمهرجان. وذكر البدور إلى أن بعض الجلسات غابت عنها الترجمة من الإنجليزية إلى العربية، وهو ما كان يجب التركيز عليه أكثر. دعاية عبرت سونيا ناصر عن إعجابها بتنظيم المهرجان، لافتة إلى أنه من الرائع أن يكون مثل هذا المهرجان في دبي، وقالت: مهرجان جميل ببرامجه ومضمونه، ولكن رغم الدعاية الجيدة له إلا أنه بحاجة لدعاية أكبر في باقي الإمارات، كما تحتاج المدارس إلى التعرف على هذا المهرجان أكثر من خلال تنظيم حملات دعاية تستهدف المدارس. وأشارت سونيا إلى أن الكتب الإنجليزية تطغى على نظيرتها العربية، لافتة إلى ضرورة زيادة حضور الكتب المتعلقة بالثقافة العربية وباللغة العربية. ثقافة شعبية أشادت الزائرة إيما بلايدن بالمهرجان، واصفة إياه بـالحدث الثقافي الرائع الذي يجمع أهم الكُتاب من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد، وقالت: يتيح لنا المهرجان فرصة اللقاء بأدباء عالميين، وهذه فرصة نادرة وحالة خاصة وفريدة لا تتكرر كثيراً. وذكرت أن التنظيم متميز يفوق التوقعات، وقالت: تقام أكثر من جلسة في نفس الوقت، ورغم ذلك تمر الأمور بهدوء، ولا يحدث أي تضارب أو فوضى، كما أن الكتب موزعة في المعرض بطريقة جميلة، ويحظى الجميع بفرصة الحصول على توقيع كاتبهم المفضل. ونوهت إيما إلى ضرورة حضور جلسات تعليم الكتابة للأطفال، بحيث لا تقتصر فعاليات الأطفال على القراءات القصصية ولقاء المؤلفين فقط، كما طالبت بتعزيز حضور بعض مظاهر الثقافة العربية الشعبية، وقالت: لفت نظري مشاهد جميلة في الممشى بدبي ومنها ترديد بعض الرجال لأغنيات الصيد القديمة، وأرى أنه من الرائع لو تتاح لنا فرصة التعرف على هذه النوعية من التفاصيل الجميلة للثقافة العربية.