اتهمت وزارة الخارجية الأميركية سورية لأول مرة، بخرق الهدنة مع قوات المعارضة، وحثت روسيا على استخدام نفوذها لوقف هذه الهجمات، محذرة من أنها قد تدمّر عملية السلام الهشة، التي تهدف إلى إنهاء الحرب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، إن الولايات دانت بقوة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب الهجمات الجوية، التي قالت تقارير إنها أصابت محتجين مدنيين في مدينتي حلب ودرعا، بما في ذلك استهداف مسجد أثناء خروج المصلين. وأضاف في بيان، أن الولايات المتحدة دانت ممارسات نظام الأسد باستبعاد الإمدادات الطبية المطلوبة بشدة من شحنات المساعدات الإنسانية الطارئة. وأكد أن تصرفات الحكومة السورية تمثل انتهاكاً لاتفاق وقف العمليات القتالية، الذي بدأ سريانه في 27 فبراير الماضي. وقال كيربي لا نريد رؤية انتهاكات لوقف إطلاق النار تُدمّر هذه المحادثات التي على وشك أن تبدأ. وأدى اتفاق الهدنة إلى تقليص العنف، على الرغم من عدم وقفه القتال، مع إشارة تقارير إلى وقوع مزيد من القتال في غرب سورية، ومع احتدام المعارك ضد تنظيم داعش في الشرق. وقال كيربي في بيان منفصل، إن وقف القتال بصفة عامة أدى إلى تقليص كبير في العنف في سورية، وهو متماسك إلى حد كبير بعد مرور أسبوعين. وأضاف أنه لم تشر أي من الجماعات المسلحة إلى أنها تريد إنهاء الهدنة، ومن ثم فإن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية لدعم سورية، تعتبر أن هذه الهدنة مازالت سارية. وفي السعودية، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، عقب لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن مشاورات أميركية روسية حول انتهاكات الهدنة في سورية. وقال إن مستوى العنف تراجع بنسبة 80 أو 90% وهذا أمر مهم جداً، مشدداً على أن نظام الأسد يفترض ألا يستغل فرصة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأرض، بينما يحاول الآخرون (المعارضة) احترامها بنية حسنة. وحذر كيري من أن للصبر حدوداً في هذا المجال.