حوار: محمد فتحي برز فيلم كتير كبير كبارقة أمل جديدة للسينما اللبنانية والعربية حاملاً لأسلوب جديد يتسم بالصراحة في التعبير عن واقع الشباب اللبناني، من خلال حبكة درامية تكسوها الكوميديا الساخرة التي لا تخلو من خلط للأوراق، وحقق الفيلم نجاحاً عالمياً كبيراً، بداية من عرضه في افتتاح مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في دورته ال40، وانتهاء بحصده لجائزة النجمة الذهبية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته ال15 بالمغرب، وخلال العرض الخاص للفيلم بدبي التقينا ميرجان بوشعيب، مخرج الفيلم، والممثل آلان سعادة، بطل العمل، وكان هذا الحوار معهما.. * بوشعيب، هذا أول فيلم روائي طويل تخرجه، ماذا أضاف إليك على الصعيد المهني؟ - بدأت دراستي للسينما في لبنان، وكانت أول خطوة لي نحو الإخراج، فأنا أخرجت أحد الأفلام القصيرة أثناء دراستي للماجستير، وحصد جوائز عالمية عدة، أما في حالة كتير كبير فكان يحمل كثيراً من التفاصيل، وكان لا بد أن يكون فيلماً طويلاً، واتخاذ قرار تحويله إلى فيلم طويل بمثابة خوض تجربة حقيقية . * هل كنت ترى في تلك الخطوة مجازفة، أم كنت متأكداً من النجاح؟ - كانت مجازفة في ذلك الوقت، لأن الإنتاج والتصوير كان في لبنان، حيث لا يوجد استقرار في صناعة السينما، ولكن كانت هناك ثقة كبرى في النجاح، بسبب وحدة الرؤى بين كل الأفراد المشاركين في العمل، لنصل لأقصى نجاح من الممكن لفيلم لبناني أن يحققه، وهذا ما أرى أننا استطعنا تحقيقه. * سعادة، كيف استطعت صياغة ملامح شخصية زياد حداد؟ - في بداية تعرفي إلى بوشعيب، حدث تفاهم بشأن موضوع الفيلم، وبدأ تصويره كفيلم قصير، ولكني كنت متحمساً لإنتاجه كفيلم روائي طويل، وشاركت في كتابة الفيلم، ثم بدأ التحدي الأكبر لي في تجسيد شخصية زياد حداد. ورغم حبي لها فإنني واجهت صعوبة في صياغة ملامح التعصب الديني الموجودة بها، لأنها غائبة في شخصيتي الحقيقية. * بوشعيب، كمخرج للفيلم، إلى أي درجة يمثل الواقع اللبناني؟ - ليس بالضرورة أن يمثل الفيلم الواقع اللبناني بتفاصيله، ولكنه يعكس بعض ملامح الواقع، فصُوِّر نحو 80% من مشاهده في الضاحية الشمالية لبيروت، وهو المكان الذي نشأت فيه أنا، وحينها بدا لي التصوير كأنه معايشة واقعية للأحداث، فقد عانى سكان تلك المنطقة مثل غيرهم تجربة الحرب. وفي المجمل يمكن أن نرى الفيلم يمثل بدرجة كبرى واقع الشباب اللبناني الذي عاش فترة ما بعد الحرب. * وما الرسالة التي أردتما إيصالها للشباب اللبناني والعربي من خلال شخصية زياد؟ - سعادة: لم نخطط لتوصيل رسالة محددة، وأعتقد أن الشباب والجمهور سيختلفون في الحكم على الشخصية وفقاً لرؤيتهم، وهو ما ينعكس على الرسالة التي يتلقونها. - بوشعيب: السينما ليست رسالة بحد ذاتها، بل هي فن يحمل كماً هائلاً من الرسائل، والجميع أحرار في طريقة فهمهم للمحتوى. * سؤالي للمخرج، هل كنت تتوقع وصول الفيلم إلى العالمية؟ - عملنا من أجل الوصول إلى أبعد نجاح ممكن، وسعدنا كثيراً باحتفاء مهرجانات دولية عدة بالفيلم في تورونتو ولندن ومراكش، فكان التحدي الكبير أثناء التحضير يتلخص في عدم امتلاكنا التمويل الكافي لإنتاج فيلم عالمي، ولكننا تفاجئنا بإقبال كبير للجمهور من جميع أنحاء العالم لمشاهدة الفيلم في تلك المهرجانات، لوم يقف التمويل عائقاً. * من وجهة نظركما، ما الضروري للسينما اللبنانية والعربية للوصول إلى العالمية؟ - سعادة: صناعة السينما بحد ذاتها وعملية الإنتاج تحتاج إلى رؤى جديدة، وأن يتمتع القائمون على تلك الصناعة بالصراحة والوضوح في طرح الأفكار، وكما هي الحال في معظم البلدان العربية هناك ضغوط تمنع صناع السينما والمخرجين وحتى الممثلين أن يتناولوا أعمالهم بحرية. - بوشعيب: وسط كل تلك السلبيات فهناك بارقة أمل في وجود محاولات جيدة عدة، وصلت بالفعل إلى العالمية، مثل فيلم ذيب الذي ترشح للأوسكار، إضافة إلى أفلام عربية عدة نافست في المهرجانات العالمية. إلا أنه من الضروري ألا تتحول السينما إلى سلعة تلبي احتياجات معينة من أجل الربح فقط، ويجب أن يعمل الفنانون في السينما من أجل السينما وليس من أجل شيء آخر، كما أن دعم الدول لإنتاج الأفلام ضرورة لتظهر بالشكل اللائق. وأرى أن ما تفعله الإمارات من خلال المهرجانات السينمائية مثل مهرجان دبي، دعم هائل للسينما يرتقي إلى مرحلة التبني، وهو ما ينعكس على قدرة الفيلم إلى الوصول للجمهور ومنه إلى العالمية، وأنا بالطبع سعيد لعرض الفيلم في دبي كونها منصة منفتحة على جميع الجنسيات وفرصة جيدة لتعريف العالم بالأفلام اللبنانية والعربية وقدرتها على المنافسة والوصول للعالمية.