تبدو مؤشرات الأداء في الاتحاد الياباني لكرة القدم مختلفة تماما عن الواقع الذي تعيش عليه جميع اتحاداتنا العربية دون استثناء، ذلك إن إخفاق منتخب اليابان للسيدات في التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016، وأيضا إخفاق منتخبي الرجال لكرة القدم الشاطئية والصالات في الفوز بكأس آسيا للكرة الشاطئية 2015 بدولة قطر والتأهل إلى كأس العالم لكرة الصالات 2016، اعتبره الرئيس الجديد للاتحاد الياباني تاشيما بمثابة التراجع، وبالتالي لم يتردد في ابعاد رئيس اللجنة الفنية ماساهيرو شيمودا، وتعيين نيشينو ونائبه أوكادا على أمل العودة للمسار الصحيح.! وفي حالة اليابان صورة واقعية لمؤشرات أداء ترتفع بين مرحلة وأخرى، أي أن المؤشرات نفسها لابد وان تبنى على العديد من المستويات والامكانات، وعندما تظهر تقدما منظما في مؤشراتك الداخلية، وايضا في تلك التي تكون على مستوى النتائج والانجازات، فمن التلقائي، أن يكون لذلك التقدم مرحلة يتحدد من خلالها الى أي مدى يمكن أن تصل، ليس كمثل ما نتابعه في مؤسسات، تعتمد في النهاية على قرار من الرئيس أو ممن يحيطون به، ودون الاكتراث بالعمل المؤسسي، الذي من شأنه أن يضع المؤسسة أمام صورة عامة، ليس صورة خاصة تخص الرئيس، وأخرى تخص الرئيس الجديد.! وعندما قرر الرئيس الجديد للاتحاد الياباني كوزو تاشيما الذي تولى المهمة في يناير الماضي خلفا لكونيا دايني، التغيير في الادارة الفنية للاتحاد، لم يتوقف عند حدود نتائج المنتخب الكروي الأول، ذلك أن اللجنة الفنية المعنية من واجباتها أيضا الارتقاء بمستويات منتخبات الصالات والشاطئية والسيدات، وأن أي قصور أو تراجع في تلك المنتخبات لا يمكن تجاهله لسبب أن المنتخب الكروي الأول يمضي بخطوات جيدة أو ليست بالسيئة على أقل تقدير، وفي ذلك تأكيد على الشمولية في تقييم المخرجات، والايمان أن أي مؤشر غير مستقر، أو يمضي في الاتجاه المعاكس، لا بد وأن يقاس على أنه المخرجات للجنة الفنية عامة، وخاصة بعد القياس على ثلاثة منتخبات لم تحقق المستوى المطلوب.! لم يقتصر الفكر الياباني والتخطيط للمستقبل بأكثر دقة واحترافية على قياس مؤشرات سابقة وفقط، بل وأيضا في القادم منها، وبعد أيضا حالة متقدمة على مستوى القرار بتعيين نيشينو مديرا جديدا للجنة، وهو نفسه المدرب الذي قاد اليابان للفوز على البرازيل في دورة أولمبياد أتلانتا 1996، وفاز مع فريق جامبا أوساكا الياباني بلقب دوري أبطال آسيا 2008، بينما نائبه في اللجنة أوكادا هو المدرب الذي تأهل مع منتخب اليابان الأول إلى كأس العالم 1998 بفرنسا لأول مرة في تاريخ الكرة اليابانية، وكرر نفس الانجاز في 2010 بالتأهل إلى كأس العالم بجنوب أفريقيا، لتؤكد اليابان بقراراتها، أنها أمام صورة مختلفة من القراءة الدقيقة لكل ما يحيط بها من مؤشرات، في صورة مختلفة كليا عندما نتابع فيما حولنا وفي دائرة عربية عربية، أن القرارات يتحكم بها من قبل اسماء يكون غالبيتهم لا دخل لهم ولا علاقة لهم مع كرة القدم.!