محمود عبد الله (أبوظبي) على خشبة مسرح مديرية الآثار بإمارة أم القيوين، يسعى ثلاثة ممثلين شباب: محمود القطّان، حيدر أبو العباس، حسين سعيد سالم، لطرح ومناقشة قضية شائكة، تتعلق بالمهاجرين واللاجئين، باعتبارهم ضحايا للفساد السياسي، والعنف والتطرف والتعصب والإرهاب، بمقابل خطاب إعلامي عالمي فضفاض هش لا يسمن ولا يغني من جوع. هذا هو المحور الأساسي، الذي تتكئ عليه مسرحية «حافة الاقتراب» نص وإخراج «محمود أبو العباس» الذي يقود فريق شبابي، لخوض منافسات النسخة 26 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية التي تطلقها دائرة الثقافة والإعلام في 17 مارس. وقال أبو العباس لـ «الاتحاد»: العرض يناقش وبجرأة عالية موضوعة (التهجير) من خلال الراهن العربي، كما يسقط على قضية اللاجئين بدءاً من الخيمة الفلسطينية، مروراً بكل الهاربين من العنف والتدمير والقتل العلني في أجزاء كثيرة من الوطن العربي، انتهاء بموجات اللاجئين العابرة إلى أوروبا، وما يرافق ذلك من ظلم عالمي. وأضاف: عرضنا بمثابة تمرين مسرحي للشباب، يعيد الروح إلى فرقة أم القيوين التي توقفت عن إنتاج المسرحيات منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وعن منهجه الإخراجي للعرض، قال: وجدت أن المذهب التعبيري، أنسب القوالب لمناقشة موضوع فيه الكثير من تغريب الواقع، ثم يطرح العرض سؤالاً جوهرياً على العالم: هل مشكلة اللاجئين مرتبطة فقط بالحرب، أم أن توزيع الموارد في العالم هو أصل الحكاية؟ وعن توقعاته لمنافسات «الأيام» قال: دائماً أدخل أيام الشارقة على أنني لست منافساً، ولا باحثاً عن الجوائز، كل ما أبحث عنه هو تقديم شباب جديد عاشق للمسرح ضمن أسلوبية (العرض الجماعي) وتحت مظلة تحقيق التوازن بين التقني والإنساني، وأرى أن المستقبل سيكون لمسرح الشباب. من جانبه شدّد «سعيد سالم» رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني، على أن ينتبه أصحاب القرار لأهمية بأن يكون للفرقة مقر رسمي، يساعدها في إنتاج مسرحيات، ويساهم في تحقيق طموحاتها في المشاركات المهرجانية، وإعداد وتأهيل أجيال جديدة لمسرح الإمارات من مبدعي أم القيوين، مختتماً: أكنّ كل الاحترام لفريق مسرحية «حافة الاقتراب» الذين يعملون في ظروف صعبة، ولكنهم يصرّون على إنجاح تظاهرة الشارقة، فهي مشروع ثقافي وطني للجميع، ووجودنا فيها ودعمها واجب، ونجاحها لجميع أهل المسرح في الإمارات.