واصلت قوات الأسد أمس، خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، وشنت معارك ضارية ضد فصائل المعارضة على أطراف بلدة بالا في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، وتزامنت هذه المعارك مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف نفذته قوات النظام التي تحاول منذ 12 يوما التقدم للسيطرة على مواقع جديدة في المنطقة. وردا على خروقات النظام، هاجمت فصائل معارضة عددا من مواقع الأسد في محافظة حماة أمس، في هجوم وصفه قائد عسكري معارض بأنه الأكبر للفصائل المسلحة في المنطقة منذ سريان الهدنة. وأوضح قائد الفرقة الشمالية المنضوية تحت لواء الجيش الحر، فارس البيوش، أن الهجوم شنته مجموعات محلية، مؤكدا أنه جاء ردا على "الاختراقات التي حصلت من قوات النظام خلال الهدنة"، مشيرا إلى أن الموقعين قد سقطا بأيدي الثوار. مقاطعة الانتخابات دعت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، أبرز مكونات المعارضة في الداخل السوري أمس، إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية في 13 أبريل المقبل، متهمة السلطات بالسعي من خلال تحديد موعد الانتخابات إلى تحسين شروطها التفاوضية. ونشرت الهيئة بيانا على صفحتها في موقع فيسبوك، جاء فيه "تقرر مقاطعة انتخابات مجلس الشعب، وعدم المشاركة في الترشيح والاقتراع، وندعو قوى المعارضة والمجتمع المدني إلى مقاطعتها". وعزت الهيئة ذلك إلى أن إقامة الانتخابات تعد "مصادرة للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الحل السياسي التفاوضي في مؤتمر جنيف 3 في الأيام القادمة"، مشيرة إلى أن هدف النظام "من هذه المحاولة وضع قوى المعارضة والمجموعة الدولية أمام الأمر الواقع، لتحسين شروطه التفاوضية". روسيا لا تصنع السلام قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الوقف الجزئي للقتال خلال الأيام الماضية خفف بشكل ملموس معاناة المواطنين، لكنها كشفت عن فقدان فرصة السلام الدائم. موضحة أن بعض التقديرات تشير إلى انخفاض أعمال العنف بنسبة تزيد على 80 %، وأن قوافل الطعام والأدوية قد وصلت حتى أمس إلى 150 ألف سوري من أصل 500 ألف كانوا تحت الحصار، بينما استأنفت المعارضة احتجاجاتها السلمية ضد النظام، الأمر الذي يشير إلى أن الأسد فشل في تحطيم الثورة الشعبية التي بدأت ضده قبل خمس سنوات. وأضافت أن وقف إطلاق النار كشف أيضا أن روسيا ليست صانعة سلام كما تزعم، حيث استمرت في تنفيذ أهدافها العسكرية في مناطق إستراتيجية. مشيرة إلى أن من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المباحثات، لكنها أعربت عن تشاؤمها حيال ذلك. الهدنة تمهيد للتقسيم ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، أن مستوى العنف في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، انخفض بشكل كبير منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأردفت "المعجزات لا تحدث في سورية". وأضافت أن محللين لا يرون وجودا لوقف إطلاق نار، وأن ما يحدث مجرد هدنة، لا تزال هشة، يمكن أن تنهار في أي لحظة، مما يؤدي إلى سفك الدماء على نطاق أوسع. وعدت الصحيفة أن الهدنة هي "فترة راحة قصيرة"، ولكنها أفضل من لا شيء، مشيرة إلى أنه إذا استمرت فقد تتجه سورية إلى ما يطلق عليه "الصراع المجمد" على غرار شرق أوكرانيا، حيث إن روسيا هي صاحبة القرار هناك أيضا. وأضافت أن هذا الأمر قد لا يكون هو الطريق إلى السلام بقدر ما هو تقسيم فعلي للبلد إلى ثلاثة كيانات: واحد تحت سيطرة النظام ، وآخر تحت سيطرة الثوار، وثالث تحت السيطرة الكردية.