تجددت الاشتباكات في ضواحي مدينة بنقردان التونسية، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، واعتقال اثنين لترتفع حصيلة قتلاه إلى 50 فرداً، مقابل 30 قتيلاً من المدنيين والعسكريين، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفيما قررت الحكومة إقالة المسؤول الأول عن المدينة، التي شهدت الاثنين الماضي هجوماً دامياً، أعلنت حالة الاستنفار بضاحية باردو في العاصمة، إثر ورود معلومات بوجود إرهابيين فيها، وفي الوقت عينه، وجدت الحرب على الإرهاب دعماً دولياً كبيراً، وأعلنت فرنسا تضامنها ودعمها الكامل لتونس، وقرر وزير خارجيتها، جان مارك إرو، زيارة تونس الأسبوع المقبل، فيما يصل اليوم وزير خارجية البرازيل. وفي الأثناء، تمكنت قوات الأمن التونسية من القضاء على أربعة من الإرهابيين في منطقة حاسي النور من معتمدية بنقردان، بعد أن أبلغ السكان السلطات الأمنية عن وجود عناصر إرهابية في المنطقة، بحسب مصادر تحدثت لـ البيان، ويرتفع بذلك عدد القتلى التابعين لتنظيم داعش الإرهابي منذ فجر الاثنين الماضي إلى 50 قتيلاً، بينما نعت الحكومة في أوقات سابقة ما مجموعه 30 قتيلاً من المدنيين والعسكريين. إلى ذلك، قررت الحكومة إقالة المسؤول الأول في المدينة، بعد تخليه عن أداء واجبه وإغلاقه هاتفه يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وعدم تواصله مع الأجهزة الأمنية والعسكرية، وقال بيان حكومي إنه تقرر إعفاء معتمد بنقردان، عبد الباري أولاد حامد، من مهامه، وتعين عبدالرحيم المرزوقي معتمد معتمدية بني خداش بديلاً عنه. من ناحيته، كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية، خالد شوكات، أن الإرهابيين الذين نفذوا هجوم بنقردانالإرهابي، هم من أبناء المدينة، ولم يدخلوا من ليبيا، من دون أن ينفي إمكانية تسلل بعضهم ليلة تنفيذ العملية، مردفاً أن مخازن السلاح التي تم الكشف عنها،أغلبها تم تخزينه خلال السنوات الثلاث الأخيرة. تحديد هويات من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، كمال بربوش، أنه السلطات القضائية تعرفت حتى يوم أمس، إلى هويات 22 جثة لإرهابيين تم القضاء عليهم في عملية بنقردان، وجميعهم يحملون الجنسية التونسية، وأضاف بربوش أن العدد الإجمالي للموقوفين في صفوف الإرهابيين، بلغ حتى ظهر أمس 10 عناصر، إلى جانب اكتشاف 3 مخازن للأسلحة. من باردو إلى القصرين وفي سياق ذي صلة، شهدت ضاحية باردو بالعاصمة التونسية حالة من الاستنفار الأمني بعد رواج معلومات عن وجود عنصر إرهابي في المنطقة، وفي مدينة القصرين (وسط غرب)، تعطّلت الجلسات القضائية بمحكمة الاستئناف بالمدينة، وقالت مصادر أمنية إنّ هذا الإجراء كان احتياطياً، بعد تلقي الوحدات الأمنية تهديدات جدية تستهدف المحكمة. دعم دولي وفي إطار ردود الفعل الدولية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إرو، أنه سيزور تونس الأسبوع المقبل، لتأكيد تضامن فرنسا، وقال : سأزور تونس الأسبوع المقبل للإعراب عن تضامن فرنسا مع هذا البلد، الذي يناضل في سبيل نموذج سياسي ومؤسسي واقتصادي واجتماعي شجاع للغاية. فيما يصل اليوم وزير العلاقات الخارجية البرازيلي، ماورو فيارا، في زيارة عمل، يعقد خلالها جلسة عمل مع وزير الخارجية خميس الجهيناوي، للنظر في السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. توعد أعلن تنظيم داعش، تبنيه رسمياً ما أسماه غزوة بن قردان، وهي الهجوم الإرهابي الفاشل، الذي شنه على مدينة بن قردان التونسية فجر الاثنين الماضي، وتوعد التنظيم الإرهابي، بتنفيذ هجمات أخرى، تستهدف الجيش التونسي، الذي أثبت جهوزية وحرفية كبيرتين في حربه ضد الإرهاب، وفق تأكيدات كل المحللين.