×
محافظة حائل

أبطال الراليات يكرمون ابن سعيدان

صورة الخبر

هناك مرشحة واحدة للرئاسة الأمريكية، لا تستطيع أن تمزح عن موضوع القضيب الذكري، وهي هيلاري كلينتون، وذلك لأنها لا تملك واحدا. الثلاثاء، ٨ مارس/آذار كان يوم المرأة حول العالم، في الوقت الذي نحارب فيه من أجل إعطاء المرأة حقوقها، أعطانا هذا اليوم فرصة لمعرفة الشوط الذي قطعناه في هذا المجال وكم تبقى لنا لنصل إلى مبتغانا. ما هو الفكاهي في الأمور الجنسية؟ ولكن ها نحن في الولايات المتحدة الأمريكية، نملك حتى الآن مرشحين للرئاسة يتنافسون على شاشات التلفزة الوطنية حول حجم عضوهم الذكري. كم شوطا قطعنا.. لا يزال لدينا الكثير. وقد ترون أنه من الجنون أن يقوم ماركو روبيو بالقول إن عضو دونالد ترامب صغير، ومن الجنون بنفس الدرجة يكون إصرار ترامب على عكس ذلك. ولكن ماذا لو طرحت امرأة مثل هذه الدعابة؟ بنفس الطريقة التي نشجع فيها شبابنا على ممارسة الجنس، ونعتبر ذلك أمرا غير أخلاقي بالنسبة للفتاة، فالنكات الخليعة التي يطلقها الرجال يمكن تقبلها والتسامح فيها على عكس تلك التي تطلقها النساء. المقاييس تختلف وهي تحكم بشكل أكبر على المرأة. الضغط على كلينتون ماذا لو قامت كلينتون بانتقاد ترامب بشكل لاذع لإطلاقه دعابة كهذه؟ ستعتبر امرأة متعصبة للنساء ولا تتقبل المزاح. وعليها أن تحذر من ذلك. فالضغط الاجتماعي يفرض على المرأة أن تضحك وألا تفسد جو المرح. وهذا يُظهر المشكلة الأساسية وهي أن الرجال هم من يضعون قواعد الحوار المقبول في المجتمع. لنتوقف لحظة ونرى مدى فوضوية هذه القضية، إذ يبدو أن ترامب لا يفكر كثيرا قبل قول أي شيء، وهذا ما يراه مناصروه أمرا "منعشا"، لأنه يعبر عن كل الأفكار القبيحة والغضب الذي يعتريهم. في حين يتوجب على كلينتون، بسبب الضوابط والقيود الاجتماعية المفروضة عليها، أن تكون حذرة وتفكر جيدا قبل أن تقول كلمة أو تقوم بحركة ما. وقد يقول البعض إن شخصية كلينتون متحفظة وغير شفافة. ولكن عليهم أن يأخذوا في الاعتبار أن شخصيتها قد شكلت بفعل سنوات طويلة قضتها في الحياة السياسية وبفعل القواعد الاجتماعية التي أدانتها كامرأة. راقبوا هيلاري كما شئتم ولكنها تستحق المديح على الأقل بسبب صمودها وتحملها ماذا لو تطورت الأمور؟ لا أدري كيف سترد كلينتون في حال قام ترامب بالمزاح بشأن حجم عضوه الذكري، في حال مواجهتهما خلال مناظرات الانتخابات العامة. أعتقد أن خيارها الأمثل يكمن في أن تظهر شيئا من الصدمة وكأنها لا تصدق ما تسمع وقليلا من الغطرسة، لتظهر أنها القائدة التي تترفع عن هذا السلوك الذي تعتبره أقل منها ومن السياسة الأمريكية. ولكن الأمر المحزن في ذلك هو أن على هيلاري كلينتون أن تفكر وتدرس رد فعلها جيدا في حين إن ترامب ليس عليه أن يفكر في الأمر ككل. الحديث عن عضوك الذكري وأنت مرشح للرئاسة ليس أمرا مضحكا، وكذلك الأمر بالنسبة لوضع أحكام اجتماعية أقسى على المرأة من تلك التي توضع على الرجل في المجتمع والسياسة، شخصيا، ما أتمنى له التقلص هو سياسة ازدواجية المعايير ضد المرأة.