تصرّفات وتصريحات النائب الكويتي عبدالحميد دشتي ضد بلادنا، بلغت حدًّا غير معقول أبدًا، فهي لم تكن تصريحات في ديوانية خاصة، ولا مع ربعه في استراحة، وإنّما عبر الأثير مباشرة، وعلى فضائية تدين بالولاء لنظام بشار الأسد، القاتل، المجرم، المأفون. ولم تكن تصريحاته مجرَّد انتقادات عابرة للمملكة، وإنّما اتِّهامات مباشرة برعاية الإرهاب، وأن الحل المناسب في نظره هو دعوة العالم إلى ضرب بلادنا، حتى يرتاح العالم من (مصدر) داعش، و(منبع) الإرهاب. طبعًا لم يفت على النائب دشتي الإشادة العظيمة بالبطل القومي بشار الأسد، وبنظامه العروبي الصفوي. وفي عدد الحياة (2 مارس) ذُكرت بعض تفاصيل دعوة النواب الكويتيين لتخصيص ساعتين لمناقشة دشتي، في حين لم يكن دشتي مباليًا بأيٍّ من الانتقادات الموجَّهة لموقفه المستنكر، زاعمًا بأنه لم يسئ لأيِّ دولة شقيقة. موقف عجيب! لكن الأعجب منه المدى العميق الذي بلغه توغل الصفويين المجوس في بعض زوايا دولنا الخليجية، وصولاً حتى البرلمانات المنتخبة، كما في الكويت. لم يصل دشتي إلى مجلس الأمة بالتعيين، وإنّما عبر صناديق الاقتراع، أيّ أنّ له (ربعًا)، و(طائفةً)، و(حميةً) يسّرت له الوصول إلى المجلس. ومن عجب، بل ومن مكر بالغ تزول منه الجبال، أن دشتي مؤيّد للحكومة الكويتية في معظم قراراتها؛ كي يكسب ودّها، ويسترضي خاطرها، على أمل أن تغضَّ طرفها عن ألسنة حداد يشهرها ضد بلد الحرمين الشريفين بكل صفاقة، وعدوانية، وخلو كامل من أيّ دبلوماسية لا بد أن يتحلّى بها كل من يخوض ميادين العمل السياسيّ، فضلاً عن النيابيّ. وفي ذلك تنبيه أيضًا لكلِّ بني (ليبرال) الذين أصمّوا آذاننا بالتقارب، وبالوطنية، وبغض الطرف عن جرائم الصفويين المجوس الذين زرعوا أمثال دشتي بين أظهرنا! تبًّا لهم، ولمحاولاتهم الرخيصة صرف أنظار مجتمعات الخليج عن الأخطار المحدقة بنا، العابرة إلينا من قم، وطهران، ومن بلاد مجاورة يجري فيها النهران. salem_sahab@hotmail.com