على مدى تاريخ مباريات الديربي بين الهلال والنصر، يحضر الجانب النفسي بشكل كبير وغالبا ما يتفوق على الجانب الفني حيث يكون الفوز من نصيب الفريق الأكثر تهيئة نفسية. وفي هذا الجانب، تحدث لـ«عكاظ» البروفيسور واستشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب وقال إن الإعداد للاعب كرة القدم يتم على مرحلتين، مرحلة طويلة المدى ومرحلة قريبة المدى، وهي التي تنشغل بها الأندية والمنتخبات، وهي عبارة عن مجموعة من التوجيهات والتطمينات العامة وهذه حقيقة نفعها عابر وقصير، أما التهيئة طويلة المدى فعلى مدى شهور ليس لمباراة محددة وتشمل مهارات إدارة الغضب ومهارات ضبط الانفعالات ومهارات إدارة الضغوط وغيرها، وإذا أتقن الإنسان المهارات طويلة المدى فإنه ليس بحاجة كثيرة إلى المهارات قصيرة المدى والتي يكفيه القليل منها. وأضاف الحبيب «ليبدع اللاعب أو أي صاحب مهنة مختلفة يجب عليه أن ينشغل بنفسه عن غيره، وكل ما قلل اللاعب انشغاله بغيره وانشغل بمهارته كل ما كان أكثر إبداعا». الضغوط مشتركة وتحدث لـ«عكاظ» الاختصاصي النفسي فرحان الفرحان الذي قال: «ربما يلعب العامل النفسي دورا مهما في لقاء الديربي الذي يلعب على الأغلب خارج سياق الوضع الفني العام للفريقين الذي يميل الآن لصالح فريق الهلال بحكم نتائجه وترتيبه في سلم الدوري وهذا الواقع قد يمثل عامل دفع قويا إن أحسن القائمون على الشأن الهلالي استثماره بالرغم من كمية الضغوط المحيطة بالفريق المحاصر بصراعات سباق الأمتار الأخيرة مع فريقي الأهلي والاتحاد». وهذه الضغوط أصبح من السهولة قراءتها في عدم الرضا الإعلامي والجماهيري المنتمي لفريق الهلال ولا أتوقع أن الإدارة الهلالية غير مدركة لتأثير هذه الضغوط على مسيرة الفريق نحو منصة التتويج لو خسر الفريق مباراة الديربي من جاره العاصمي الذي يعيش موسما سيئا على أصعدة عدة تجعله يبحث عن فرصة تحديد اتجاه بوصلة مسيره في هذا الموسم من خلال هذه المباراة. وأضاف الفرحان: «النصر لا يعيش ضغوطا المنافسة على بطولة الدوري ولكنه يعيش ضغوط البحث عن ذاته المفقودة والتي قد يجدها فيما لو فاز بنتيجة المباراة».