كاريزما ودهاء مثّل السياسي والمفكر السوداني حسن عبد الله الترابي ظاهرة استثنائية لا تشبه إلا نفسها. فهو الأكاديمي الذي انخرط في معمعة السياسة في السودان المستقل حديثا متسلحا بذكائه وعلمه وبالكاريزما التي يمتلكها. وهو "المفكر الاستثنائي" -حسب وصف أنصاره- الذي ألف عشرات من الكتب. وهو صاحب الاجتهادات المثيرة للجدل في شؤون الدين والدنيا. وهو كذلك السياسي الداهية الذي بقي رقما صعبا وفاعلا في كل العهود والحقب التي شهدها وطنه منذ أواسط الستينيات، إلى حين وفاته بأزمة قلبية في 6 مارس/آذار 2016. الجزيرة نت تقدم إحاطة موجزة بحسن الترابي والإرث الذي تركه إلى جانب البصمة التي تركها في حياة السودان السياسية. وتضم التغطية تقارير ومعلومات وروابط وشهادات لكتاب واكبوا تجربة الترابي السياسية والفكرية. بطاقة تجربة حياة بعد عودته من المهجر عام 1964 أصبح حسن الترابي الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامية لدى تشكيلها، وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة "الإخوان المسلمين" في السودان. اعتقل ثلاث مرات في ظل نظام جعفر النميري، وخرج بعد مصالحة النميري والحركة الإسلامية ليشغل في 1979 منصب النائب العام ورئيس لجنة تعديل الدستور بما يوائم الشريعة الإسلامية. شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جعفر النميري في 1984. بعد سقوط نظام النميري في 1986، شكّل الجبهة القومية الإسلامية، وترشح للانتخابات البرلمانية، لكنه فشل بسبب تكتل كل القوى اليسارية ضده. في 1988 عيّن نائبا لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية في حكومة ائتلافية كان يرأسهاالصادق المهدي. يوصف الترابي بأنه العقل المدبر لانقلاب عام 1989 الذي أوصل البشيرإلى السلطة. انتخب الترابي رئيسا للمجلس الوطني (البرلمان) في الفترة من 1996 حتى1998. في عام 1991، أسس المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي يضم عشرات التنظيمات في العالم، وأصبح أمينه العام. اختير أميناً عاماً لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم عام 1998. افترق الترابي والبشير عام 1999 وأصبحاخصمين لدودين بعد قرارات للأخير أعفى بها الترابي من رئاسة البرلمان، وعطل تعديلات دستورية كان يعتزم القيام بها. أسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض عام 1999، وصار أكثر المعارضين السودانيين شراسة لنظام البشير. في عام 2000 أغلقت السلطات مقر المؤتمر. أدخل السجن في 2002 نتيجة توقيعه مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق (المتمردين الجنوبيين السابقين) في جنيف. اعتقل الترابي أيضا في يناير/كانون الثاني 2009 بعد يومين من مطالبته البشير بتسليم نفسه للمحكمة الدولية. واعتقل بعد تنديده بانتخابات جرت في2010، بعد أن عدّها "مزورة". اعتداء أتاوا اعتداء كندا عام 1992 لم يسجل كمحاولة اغتيال(الجزيرة -أرشيف) مساء 25 مايو/أيار 1992 وبينما كان الترابي في مطار أتاوا بكندا ضمن جولة غير رسمية شملت أيضا الولايات المتحدة هاجمه شاب سوداني - تبين لاحقا أنه بطل سابق في الكاراتيه- ملحقا به إصابات بالغة. وقع الهجوم بعد وصول الترابي إلى المطار وهو ينوي التوجه إلى تورنتو، حيث بدأ هشام بدر الدين (35 عاما) يطلق هتافات معادية للحكومة السودانية ثم هجم على الترابي موجها إليه ضربات شديدة أدت إلى إصابته بجروح وكدمات بالغة، كما أصيب أحد مرافقيه. لكن الشرطة الكندية وصلت فورًا فألقت القبض على الجاني، ونقلت الترابي ومرافقيه إلى المستشفى المدني في أوتاوا. وجاء في التقرير الطبي الذي أصدره المستشفى يوم 27 مايو/أيار أن الترابي يتكلم بصعوبة، وأن عظم أنفه أصيب بشرخ، لكن جمجمته وفكه وعنقه لم تقع فيها كسور. وتبين بعد الحادث أن بدر الدين هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1986 ومنها إلى كندا عام 1990 حيث حصل على حق اللجوء السياسي وهو حائز على الحزام الأسود في الكاراتيه. وخلال التحقيق معه أنكر بدر الدين مبادرته الترابي بالعنف وقال إن مرافقيه هم من بادر بالهجوم. وتم الإفراج عن بدر الدين بكفالة بعد يومين قضاهما في السجن، والملفت للانتباه أن قاضي الجنايات لم يوجه إلى بدر الدين تهمة محاولة اغتيال الترابي بل اكتفى بتوجيه تهمة الاعتداء عليه والتسبب في أذى جسيم له والاعتداء على مرافقيه. الموقف العابر والأثر الباقي( مقال) حاول الترابي أن يجمع بين ثقافة الشرق والغرب، وبين العلم الشرعي والموقف الشرعي، وبين عمق الفكرة وإشراق الروح. فنجح في الأولى نجاحا مظفرا للقراءة اضغط الصورة النظام الخالف.. جدل لم ينته تكفلت ورقة أصدرها حزب المؤتمر الشعبي بتوضيح مشروع " النظام الخالف" وأهدافه، ولكن اللغط استمر حول مدلولاته، ورأى البعض أنه من قبيل العبارات التي درج الترابي على أن يرفد بها الوسط السياسي والإعلامي ويستغرق الناس وقتا لفك رموزها. للقراءة اضغط الصورة آراء الترابي في التقليد والتجديد امتد تأثير منهج الترابيفي استخدام القياس العقلي والظاهري، إلى معارضة كثير من مسلمات التراث الإسلامي، خاصة في قضايا علامات الساعة وعذاب القبر وبعث نبي الله عيسى وعلاقة الدين بالفن وغيرها لقراءة التقرير اضغط الصورة كتب الترابي وظروف تأليفها عماد عبد الهادي رفد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني الدكتور حسن الترابي المكتبة الإسلامية العالمية والسودانية بكثير من المؤلفات التي أثار بعضها جدلا واسعا. وشملت أبرز تلك المؤلفات مجالات السياسة وكثيرا من العلوم الدنيوية والدينية، بما فيها تفسير القران الكريم الذي أطلق عليه التفسير التوحيدي. وقد بدأ أولى كتاباته بمؤلف "الصلاة عماد الدين" الذي يسمي فيه الصلاة "شعيرة" كسائر العبادات المسنونة، لأنها -وفق رأيه- "تشعر من شكلها بأنها عبادة". ووصل في هذا الكتاب أشكال الصلاة بجوهر المعاني الباطنة التي ينبغي أن يستحضرها المصلي ويتقلب بها وجدانه مع تقلب حركات الصلاة، كما وصلها بمعاني الآيات والذكر المنطوق في الصلاة. أما كتابه الثاني فيتحدث عن الإيمان وأثره في حياة الإنسان (1973). ووفق مقربين من الترابي، فقد ألف الكتاب في فترة سجنه الأولى، ويعتبر أغلب الذين كتبوا عنه أنه أفضل كتاب عن وقع الإيمان في حياة المؤمن لربطه بضرورات الاجتماع والاقتصاد، أو بآفاق الفن والإبداع، أو بموجبات الجوار والعالم من حوله. " يتناول كتابه الثالث "المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع" (1974) الصورة النظرية التي أسس عليها الترابي كفاحه في سبيل تحرير المرأة، كما أنه الدليل الذي تبعته الكثيرات من السودانيات وغيرهن. " ويتناول كتابه الثالث "المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع" (1974) الصورة النظرية التي أسس عليها الترابي كفاحه في سبيل تحرير المرأة، كما أنه الدليل الذي تبعته الكثيرات من السودانيات وغيرهن. أما كتابه "تجديد أصول الفقه" فهو المؤلف الذي تجلت معانيه في سائر اجتهاد الترابي عن التجديد والاجتهاد، وعن الشورى والإجماع، أو عن مناهج السياسة والتشريع. الشافعي ويضيف الترابي في هذا الكتاب -ولأول مرة- أصلا جديدا إلى أصول الفقه التي اجتهد الفقهاء في إرسائها منذ كتاب الرسالة للإمام الشافعي وهو الأمر، بمعنى الفعل التنفيذي الموصول بالسياسة والسلطة. ويتناول مؤلفه "قضايا الوحدة والحرية" (1980) وحدة الشعوب وحريتها من ناحية فقهية، ينظر فيه إلى ما ظلت تعانيه الشعوب المسلمة منها وغير المسلمة، ويحاول فيه إيجاد حلول تضع وحدة تلك الشعوب وحريتها على رأس الأولويات. بينما يعتبر "كتاب السياسة والحكم" (2003) خلاصة كسبه النظري وتجاربه العملية في أطر السياسة والحكم، كما هو خلاصة تجديده لفقه المسلمين السياسي، وفق ما يقول المحبوب عبد السلام أحد أكثر المقربين من أفكاره. وفي مؤلفه "حوار الدين والفن" اختار الترابي ليلة غزوة بدر لتقديم محاضرة عن حوار الدين والفن احتفالا بالحوار في ذكرى القتال. ويقول المحبوب عبد السلام إن ذلك يمثل حوارا داخل وجدان الفرد، أو معاناة وصراع. ويجد الكتاب ردا على تساؤلات حول كيفية رفد الوجدان المنفعل بمعاني الدين مصادر الإبداع لدى الفنان المسلم، وكيف ساهم الدين في خروج أنماط رفيعة خالدة من الفن والإبداع. " كتاب "التفسير التوحيدي" فيقع في جزأين، ولم يكتمل بعد رغم بلوغ المجلد الثاني الجزء العشرين من القرآن الكريم. " تجديد الفكر غير أن مؤلفات الترابي -بحسب أبو بكر عبد الرازق أحد المقربين منه- المتمثلة في "تجديد الفكر الإسلامي" الذي صدر في (1982)، و"الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة")1982)، و"بحث الإسلام والدولة القُطرية" (1983)، و"منهجية التشريع" (1987)، و"عبر المسير لإثني عشر السنين" (1999) بجانب المصطلحات السياسية في الإسلام تتحدث في مجملها عن رؤيته لما يجب عليه أن تكون دولة الإسلام القُطرية والمعاصرة. أما كتاب "التفسير التوحيدي" فيقع في جزأين، ولم يكتمل بعد رغم بلوغ المجلد الثاني الجزء العشرين من القرآن الكريم. وبحسب عبد السلام، فإن المؤلف يعتبر أول محاولة لمعالجة شاملة ودقيقة لمسألة السياق القرآني "لأنه يوحد الآية إلى ما قبلها وما بعدها". ويقول إنه يجمل السورة داخل سور محكم من الروابط والعلاقات. وبرأيه، فإن الكتاب يوحد الآيات إلى ما اصطلح عليها ببيئة التنزيل، ثم يقرأها في سياق تاريخ الإسلام والإنسانية ويجتهد في تنزيلها على واقع المسلم المعاصر والإنسان المعاصر. التشييع لتصفح الألبوم اضغط الصورة من الجزيرة 4787754683001 0e487414-86ce-456b-b978-5f34ee64c71b 3355829e-49ec-4024-80b2-46952a694713 video تقارير تشكيك بدعوة الترابي لوحدة إسلاميي السودان المعارضة السودانية تشكو" هجر " الترابي و"غزله" للحكومة من يملء فراغ الترابي؟ قلوب السودانيين تتآلف في تشييع الترابي رحيل الترابي أبكى الأنصار والخصوم مقالات الترابي مدرسة التفكير والتجريب الترابي .. مفكر مجدد وسياسي محنك الترابي .. سيناريو تطويق العسكر الترابي ونقد..قصة غير أخرى أخبار الترابي: قبلنا حوار البشير لعجزنا عن إسقاط النظام الترابي يندد بانقلاب الجيش المصري الغنوشي: الترابي شخصية تستحق الدراسة مشعل يعزي بالترابي ويدعو السودانيين للوحدة برامج الترابي جدلية الفكر والسياسة المهدي: الترابي لعب دورا تدميريا للديمقراطية السودانية الترابي: حوار السودان أملته ظروف إقليمية فيديو رحيل الترابي فقد للثقافة والفكر والسياسة آلاف السودانيين يشاركون في تشييع الترابي