تتواصل حالة الاستنفار القصوى في كل المدن التونسية بعد 24 ساعة من «أخطر هجوم مسلح» يستهدف تونس من جهة حدودها مع ليبيا، التي تعيش تحت وقع حروب مدمرة ومعقدة منذ 5 أعوام. وكشف رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد في مؤتمر صحافي أمس، عن حصيلة جديدة للمواجهات التي وقعت بين قوات الجيش والأمن التونسيين في مدينة بن قردان الحدودية، أول من أمس، قائلا إن 36 إرهابيا تم قتلهم من أصل أكثر من 50 نفذوا الهجوم، معظمهم من التونسيين، مرجحا وجود عناصر أخرى من جنسيات أخرى. وقال إن الإرهابيين كانوا يخططون لإنشاء «إمارة داعشية» في المدينة، كنواة أولى. وقال رئيس الحكومة التونسية إن «التحقيقات الأولية مع الإرهابيين السبعة الموقوفين»، مكنت السلطات التونسية «من الحصول على معلومات مهمّة»، ومن بينها تأكيدات أن مسلحي «داعش» كانوا يعتزمون تأسيس إمارة لهم في المدينة الحدودية تكون منطلقا لهجماتهم على مواقع أخرى. لكن هذه الخطة فشلت لأن قوات الجيش والأمن «لم تهرب ولم تترك ثكنات الجيش والأمن ومخازن الذخيرة للإرهابيين» على غرار ما حصل من قبل في بعض المدن العراقية والسورية والليبية بدءا من معركة الموصل أوساط 2014. وأضاف: العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة بن قردان انطلقت من المسجد المحاذي للثكنة العسكرية بالمنطقة. وأكد الصيد إثر اجتماع وزاري خصص للهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان، أن عملية استنطاق العناصر الإرهابية كشفت عن 3 مخازن للأسلحة في المدينة إضافة إلى حجز شاحنة محملة بالأسلحة المتطورة والهامة. وحسب التحقيقات الأمنية الأولية، رجح الصيد أن عدد منفذي الهجمات الإرهابية على مدينة بن قردان، في حدود 50 إرهابيا على الأقل، وقال، أمام حشد كبير من وسئل الإعلام المحلية والدولية، إن أغلبهم يحملون الجنسية التونسية. وأكد القضاء على 36 منهم خلال العملية، إضافة إلى القضاء على 31 من أخطر العناصر الإرهابية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفيما يتعلق بهوية العناصر الإرهابية، قال الصيد إن الأجهزة المختصة تمكنت من التعرّف على جثث 4 إرهابيين من بين الـ36 الذين تم القضاء عليهم. وأضاف الصيد أن العمل جار للتعرف على بقية الجثث، ورجّح إمكانية وجود جنسيات أخرى من غير التونسيين من بين القتلى. وأكد مقتل 12 عنصرا من قوات الأمن والجيش إلى جانب 7 من المدنيين و17 جريحا 14 منهم من الجيش والأمن و3 مدنيين. وعلى مستوى ساحة المواجهات التي تواصلت يوم أمس، نفى المقدم بلحسن الوسلاتي المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية ما تم تداوله بخصوص حصول عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف، وحصول انفجار قوي وسط بن قردان، وأكد في تصريح إعلامي أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة من مخلفات الهجوم الإرهابي على بن قردان. وفي السياق ذاته، خصص البرلمان التونسي يوم أمس جلسته الصباحية لعملية بن قردان، ودعا محمد الناصر رئيس البرلمان التونسيين وسكان الجنوب التونسي إلى مزيد من الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها لصد الهجمات الإرهابية التي تستهدف أمن تونس واستقرارها. واعتبر ما حدث في بن قردان «حلقة» في معركة مصيرية ضد تيار عابر للقارات هدفه ضرب التجربة الديمقراطية في تونس.