×
محافظة المنطقة الشرقية

وزراء الخارجية العرب يتفقون على اختيار أحمد أبو الغيط أمينا عاما جديدا للجامعة العربية

صورة الخبر

عبدالله حامد-القاهرة يتجدد السؤال بشأن جدوى التحالف بين الإسلاميين والعسكريين، بمناسبة وفاة حسن الترابي الرمز الإسلامي السوداني صاحب التجربة الأطول زمنياً في هذه الصدد، والتي انتهت بفشل فادح تكرر في مصر مؤخراً بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، رغم أن الإخوان المسلمينبمصر مروا بالتجربة المؤلمة نفسها تقريباً في خمسينيات القرن الماضي على يد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. لكن المسألة أبعد زمنياً من الستينيات في تقدير الباحث في شؤون الحركات الإسلامية ممدوح الشيخ، ذلك لأن "دوائر مصالح قديمة تعيد إنتاج نفسها، منذ عهد محمد علي باشا الذي أخلى المجتمع من الكيانات الوسيطة، لصالح مؤسسة الجيش التي أنشأها ليكون هو المنتج الوحيد لكل شيء، من السياسة للصحافة للثقافة، حيث أدرك أن المرجعيات الاجتماعية تخصم من رصيده، وأن الإسلام يحاول منع صناعة المستبد الذي يأمله". ويرى الشيخ -في حديث للجزيرة نت-أن الأزمة الراهنة مرجعها أن "كل الأطراف لديها نموذج سابق التجهيز، لذلك ينشأ صراع الإزاحة بتصور كامل أنه لا مكان للتعايش"، ورأى أن"الانقلابات العسكرية أسست مبدأ جواز الاستيلاء على السلطة وفرض الرؤية، وهو ما انتقل لقطاع من الإسلاميين". و"المطلوب من الإسلاميين وعي مختلف، بأن الديمقراطية لن تستقر إلا ببنية اجتماعية، واستهداف الناس لا بوصفهم أعضاء بجماعة إسلامية ما، ولكن بخطاب له صلة بحقوقهم وحرياتهم، وعلى الإسلاميين كذلك استيعاب عقبات العلاقات الدولية"، حسب الشيخ. سعيد: العسكر لن يقبلوا أي توافق لإشراك الإسلاميين في صنع القرار (الجزيرة نت) دور الدولة على الجانب الآخر، قال المتحدث باسم الجبهة السلفية خالد سعيد إن على الدولة الآن "تطبيق قاعدة الحوار والمصالح وتحييد التدخلات الخارجية، وطرح "ماغنا كارتا" مصرية عربية، على الإسلاميين تقبلها كوثيقة المدينة المنورة". ورأى سعيد أن "طبيعة العسكرية الشرقية وسيكولوجيتها سادية تكوينا وبيئة ونشأة، وكذلك تراتيبتها القيادية"، ولذلك "ربما يقتتلون في ما بينهم والمهم ألا نكون طرفا في ذلك لكي لا ندفع فاتورته"، وفق تعبيره. و"التوصيف المختل للأمور هو ما يؤدي إلى التعامل الخاطئ معها"، كما يمضي سعيد بحديثه للجزيرة نت، "فبعض الإسلاميين ظن أنهم بين خيارين: التحالف مع العسكر، أو هدم العسكرية وربما البلد، والحقيقة أن البلاد لا تسقط والشعوب لا تنهزم، والحل هو تحجيم إشكال العسكر لا تضخيمه". وأكد أنه من "المحال قبول العسكرية المصرية أي محاولة توافق لإشراك الإسلاميين ولا غيرهم في صنع القرار، إلا من قبيل الاضطرار ثم يغدرون". ورغم عدم واقعية الطرح وعدم وجود سوابق ناجحة له، فإن سعيد يرى أن "من الضروري قبول جناح عسكرى إسلامي كمكون في الجيش وتحت قيادته، وكذلك في أفرع الداخلية لتحتوي الشباب ذا الميول العسكرية من الإسلاميين ومنع ارتداد الأمور إلى الوراء". وجيه: هناك تيار مهم بين الإسلاميين يربط التغيير بالسيطرةعلى جهاز الدولة القديم (الجزيرة نت) العسكري الطيب والترابي لم يؤسس فكرة تحالف العسكر والإسلاميين، بحسب ما يرى المحلل السياسي تامر وجيه، وقالإن الفكرة مطروحة منذ تحالف الإخوان المسلمين مع عبد الناصر، ومن أيام تأييد سيد قطب مجلس قيادة الثورة بلا تحفظ قبل الصدام". ويؤصل وجيه المسألة بوجود تيار مهم بين الإسلاميين -يمثلهم الإخوان المسلمون وآخرون- يرى "التغيير عبر الإصلاح التدريجي من منظور فوقي مرتبط بالسيطرة أو التأثير على جهاز الدولة القديم بالتحالف مع بعض أطرافه المؤمنة الطيبة، كما يرى أن السيطرة والتأثير على جهاز الدولة لا يأتي بالضرورة بطريق ثوري أو ديمقراطي، بل يمكن بطريق انقلابي". وتابع وجيه بحديثه للجزيرة نت "منطقهم هو لماذا لا يكون هناك مؤمن طيب في الدولة؟ نستطيع أن نتحالف معه فيقلب لنا الدولة إسلامية من داخلها؟" فالنتيجة تكون -ما إن تسمح الظروف- البحث عن هذا المؤمن الطيب في الجيش. ويرى المحلل أنالأنكى من ذلك أنهوحتى عندما تندلع ثورة، يميل الإسلاميون المنتمون لهذا النوع لحسم الأمور عبر التحالف مع العسكر وليس من خلال تعميق الثورة والبناء على الحركة من أسفل، وهو ما يمكن تسميتها "الدولتية على الطريقة الإسلامية". وأضاف "يختلفذلك عن الدولتية اليمينية المدنية أن الإسلاميين شعبيتهم أكبر، وبالتالي فمن يتبنى المنهج الدولتي منهم يستفيد من شعبيته ويمزج الدولتية بأدوات العمل الجماهيري (التعبئة الشعبية) والعمل الديمقراطي (الانتخابات) من غير اقتناع أصيل بمركزية الجماهير أو مركزية الديمقراطية".