×
محافظة المنطقة الشرقية

الحمر إلى رتبة عميد في شرطة #الخفجي

صورة الخبر

مرهق جداً التجوُّل في ساحات التواصل الاجتماعي، حيث كثير من الأفكار وأكثر منها المشاحنات وسوء الألفاظ، تتفق مع بعض القضايا، لكنك تكاد تستفرغ من سوء المقال وأسلوب المكر والابتذال. أزمة الشعب السوري في الانفكاك من نظامه القاتل، قضية عادلة لشعب مضطهد، وربما كان أكبر أسباب طول أمدها هو وجود كمٍ كبيرٍ من المخادعين في الجانب العادل لهذه القضية، أو الحمقى والجهلة وسيئي التصرف إن جاز إحسان الظن فيهم. ناشطة سورية في مواقع التواصل، اتصلت على رموز المجتمع السوري المقرَّبين من النظام ولم تزد أن تشتمهم في نهاية اتصالاتها، بعد أن توهمهم في البداية أنها في ذات الصف، لكنها في الحقيقة تسيء للصف الذي تمثله وللقضية العادلة التي تحملها. لست مع المكر حتى مع الشيطان نفسه، فالمكر والخديعة قد تجوز في حرب مباشرة يراد منها استهدافك، أما حروب الثقافة والإعلام والتأثير في الرأي العام لا يفوز بها المخادعون أو على الأقل أولئك الذين يتباهون أمام متابعيهم بخديعة خصومهم. بشار الجعفري، كوثر البشراوي، والفنانون باسل ياخور، عباس النوري، الفنانة رغدة كلهم خدعوا من هذه الناشطة التي نجحت في خداعهم، لكنها سقطت معهم في اختبار الأخلاق وظهروا هم في المقابل كأناس عاديين طبيعيين يحملون فكراً مختلفاً وسيفوزون في حكم المشاهد المحايد باعتبارهم ضحايا لأشخاص مخادعين، حتى لو كان هؤلاء يمثلون جزءاً من شعب يقتل يومياً ويجري تهجيره. قد تكون هذه السيدة المقيمة في ألمانيا أكثر الناس حباً لبلادها، وانتصاراً لقضيتها، غير أن الإقامة في بلاد العلم والثقافة لا تعطي بالضرورة لقاحاً ضد الجهل والرعونة، وهما اللذان ظهرا في أسلوب السيدة التي كشفت عن أزمتنا كعرب مع هامش الحرية حين يرتفع لدينا، حيث يرتفع الصراخ ويكثر السباب وتقتل الأفكار ويقتل أصحابها. العدل في القول وعدم الفجور في الخصومة هما كفيلان بنقل قضايانا العربية العادلة من خانة الصراخ المبتذل ودلق المياه على الخصوم في برامج كالاتجاه المعاكس إلى حالة حوار بنَّاء يستقطب أكبر عدد من العقلاء ويعري المجرم ويزيد عليه الأعداء.