حكم القضاء الجزائري لصالح الكاتب والصحافي كمال داوود المعروف بآرائه المثيرة للجدل حول الإسلام، وأدان داعية سلفي كان قد طلب إعدام كمال داوود، بالحبس ستة أشهر، ثلاثة منها موقوفة التنفيذ، بعدها وجه له تهمة الارتداد عن الإسلام. وأدانت محكمة وهران اليوم الثلاثاء السلفي عبد الفتاح زراوي حمداش، الذي يتزعم حركة غير معترف بها رسميًا، هي "الصحوة الحرة الإسلامية السلفية"، بالحيس وأداء غرامة 50 ألف دينار جزائري (460 دولار أمريكي)، وهو حكم أكبر من الحكم الذي طالب به دفاع الكاتب الجزائري، عندما حصر الطلب في أداء دينار رمزي. وكان كمال داوود قد ظهر في برنامج تلفزيوني فرنسي عام 2014، وصرّح بأنه ليس عربيًا، وأن "علاقة العرب بربهم هي ما جعلتهم متخلفين"، متحدثًا عن أنه كان إسلاميًا متطرفًا في شبابه، لكنه غيّر أفكاره بعدما اقتنع أن" الشباب الجزائرييين يجدون أنفسهم مجبرين على الإسلاموية بسبب غياب البدائل وشمولية هذا الفكر". وخلّفت تصريحات كمال داوود، الحائز على جائزة غونكول للرواية، انتقادات كبيرة في الأوساط الجزائرية، واتهمه زراوي بأنه "يشن حربًا فاجرة ضد الله والرسول ومقدسات المسلمين وأبنائهم وبلادهم"، وهو رأي عزز من آراء أخرى اتهمت داوود بالسخرية من الإسلام في مناسبات عديدة، منها ما جاء في روايته "ميرسو.. تحقيق مضاد"، كما اتهمته مثقفون بالترويج لأفكار الإسلاموفوبيا في أوروبا. غير أن الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، دعا في رسالة مفتوحة نشرها على صفحته الرسمية على "فيسبوك" إلى مساندة كمال داوود، متحدثًا عن "صدمته" من الاتهامات التي طالته، مضيفًا أن أفكاره "يمكن أن تكون منقذة في وقت عصيب يتميز بتصاعد التطرّف والتعصب".