ركزت افتتاحيات بعض أبرز الصحف البريطانية اليوم على القمة الأوروبية التركيةالتي انعقدت فيبروكسلأمسبشأن أزمة اللاجئين والسعي لإيجاد حلول جذرية لها. فقد علقت غارديان في افتتاحيتها بأن قمة أمس كانت أكثر أهمية للاتحاد الأوروبي منذ سنوات وأن التعامل بشكل صحيح مع اللاجئين الذين تدفقوا إلى أوروبا عام 2015 لا يزال عملا ناقصا. وقالت الصحيفة إن منع عام 2016 من أن يتحول إلى نسخة مكررة، وربما أكبر، من عام 2015 يعتبر الآن أكثر إلحاحا. لكن إثبات القمة أنها على مستوى التحدي يعتمد في جزء منه على بنود الاتفاق الذي كان الاتحاد الأوروبي وتركيا يأملان تحقيقه الليلة الماضية. وأهم من ذلك أنه يتوقف على الإنجاز. وبما أن هذا الإنجاز في أيدي الدول التي تضع المصلحة الذاتية والخوف من اللاجئين فوق الاعتبارات الأخرى التي كانت في عام 2105، فمن الصعب التفاؤل هذه المرة. وأضافت الصحيفة أن كل دولة عليها مسؤولية ضخمة لإيجاد حل عملي لهذه الأزمة، لأن ثلاثة مبادئ أساسية من مبادئ الاتحاد الأوروبي تقع على المحك وهي: أن مشاكل القارة يمكن حلها أفضل بالتعاون، وأن حرية الحركة عبر الاتحاد تصب في الصالح العام، والإيمان بالقيم الأوروبية واحترام حقوق الإنسان. وختمت بأن الاختبار الحاسم لأي اتفاق يجب أن يكون في الطريقة التي يتعامل بها مع معاناة بني البشر. رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أثناء مؤتمر صحفيفيختام قمة بروكسل بشأن اللاجئين(الأوروبية) أما افتتاحية إندبندنت فقد رأت أنه سيكون من السذاجة أن نتوقع نجاح الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بجدية في وقف تدفق اللاجئين. وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى وجود شبكات رائجة لتهريب البشر منذ عدة سنوات قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية وأنها ستظل صاحبة اليد الطولى أيًّا كان الاتفاق الذي يمكن أن يتم بين أوروبا وتركيا. وأردفت الصحيفة أن حماية الحدود الخارجية واجب أساسي على الحكومات، لكن الاتحاد الأوروبي لم يأخذه بجدية وهو ما جعل المهربين يهربون الناس إلى جنوب أوروبا بإفلات تام من العقاب. وانتهت الصحيفة إلى أنه طالما ظل تهديد شبكات تهريب الناس دون معالجة، فإن أي اتفاق مع أنقرة سيكون غير طبيعي وغير واقعي ولن يحل الكثير من المشاكل وستظل الأزمة ماثلة لفترة طويلة. ومن جانبها كتبت تايمز في افتتاحيتها أنه ينبغي وقف اللاجئين السوريين عند حدود أوروبا في مقابل تقديم المعونة لتركيا. وأوضحت الصحيفة أن الخطوط العريضة لاتفاق بروكسل تقضي بقبول تركيا عودة المهاجرين لأسباب اقتصادية والمهاجرين الحقيقيين من اليونان في مقابل حصول أنقرة علىنحو ستة مليارات يورو ووعد بنقل اللاجئين الأكثر تعرضا للخطر من المخيمات التركية إلى أوروبا مباشرة. وأشارت إلى أن هذا الاتفاق سيكون صارما وإنسانيا وعمليا إذا طبق بتوافق وأنه يجب أن يكون مصحوبا بلغة واضحة.