سعى الفنان محمد السيهاتي لبث زخم الحياة الماضية وتوثيق التراث في لوحاته التشكيلية للجيل الجديد من خلال ربطهم بالموروث الشعبي باستخدام بوابة الفن. وتركزت أطروحاته في لوحاته التي شارك بها في منتدى الثلاثاء الثقافي الاسبوع الماضي إضافة لعرضها مرة اخرى يوم غد في نفس المنتدى على الموروث الشعبي، وتجسيد الهوية كقيمة تشير إلى أبناء هذا الوطن، مسلطًا الضوء فيها على اهتمامه بالتراث المحلي بشكلٍ كبير، والذي يحكي فيها قصة حياته في أغلب لوحاته قائلًا: ميولي عكس بعض الفنانين الذين يرسمون لمجرد عمل لوحة فنية، أما لوحاتي أرسمها لتذكرني بحياتي حينما كنت طفلا. وحملت لوحات السيهاتي الـ 18 بين طياتها الكثير من التراث الحضاري لمحافظة القطيف وبعض محافظات المملكة، حيث لا يزال السيهاتي متمسكا ومتعلقا بالمدرسة الواقعية رغم وجود بعض اللوحات التي تتماشى مع الفن الحديث كالتجريد.وترصد أعمال السيهاتي العديد من الصور الشعبية ومنها اليوميات وألعاب الأطفال البريئة التي تختلف اختلافًا كبيرًا عن ألعاب الحاضر، إضافة لتضمن بعض اللوحات على الحرف القديمة كالغزل بالسدو والخياطة، والعادات الشعبية وبعض المناظر للبيئة القطيفية والبدوية. وتحدث السيهاتي عن علاقته القوية بـ القدو الذي كان من منتشرا قديما في المقاهي الشعبية، حيث صممه ووضع له الاكسسوارات ومن ثم قام برسمه، مع اهتمامه بكافة أجزاء التفاصيل الماضية ومحاولته إخراج المخزون الموجود في الذاكرة في لوحاته وتوثيقه ونقله والبحث عنه لإنتاج أشياء جميلة من واقع الحياة الماضية وكشفها في الزمن المعاصر. وأبدى سعادته بتفاعل الأجانب من المهتمين بهذه الفنون مع أعماله الشعبية، مشيرًا لإعجابهم بالمضمون المطروح واحترامهم للموروث الشعبي الموجود واعتباره كنزًا ثمينًا، معبرًا عن أمله بأن تلقى مثل هذه الأعمال القبول من المجتمع المحلي الذي يعد مستعدًا لشراء الأعمال الخارجية بمئات الألوف بينما يبتعد عن تشجيع الفنانين المحليين.