تعتبر دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي فتحت وسائلها الإعلامية من تلفزيون وراديو وصحافة وندوات ومحاضرات لجميع الجنسيات من عالمنا العربي. ومنذ زمن طويل وإلى وقتنا الحالي لا نزال نرى الكثير من الوجوه من محيطنا العربي متواجدة بشكل كبير في وسائل الإعلام السعودية أو وسائل إعلام يمتلكها مستثمرون من المملكة. ولكن ما نلاحظه أنه بين فترة وأخرى نرى تحولات جذرية في أساليب الكتابة والحديث من هؤلاء عن المملكة وبصورة سلبية لا تخلو من كلمات نابية ونشر معلومات مغلوطة عن المملكة في وقت نحن من فتحنا المجال لهم وقدمناهم للجمهور العربي وأصبحوا مشاهير بسبب ما نقدمه لهم من فرص قد لا يكون المواطن السعودي قد حصل على مثلها. وفي الماضي كانوا يختبئون خلف ستار كلمات منمقة ولكنهم يقومون بدس السم في العسل دون أن يلاحظها المستمع أو القارئ. ومن خلال هذه الكلمات يستطيع أي إنسان يقرأ بتمعن أن يعرف أن هناك حقدا على المملكة من قبل اناس أعطيناهم ثقة ليسوا في الحقيقة أهلاً لها. ولكن وفي هذا الوقت ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تتكشف أمور حيال توجهات الكثير من رجال الإعلام العرب وترصدهم لما يحدث لدينا أو حولنا. وترصدهم هذا ليس بنية نشر الخبر، بل ووضع لمسات فيها تشويش واضح للحقائق. والشيء المؤسف هو أننا نرى ذلك يتكرر بصورة مستمرة. فهل هذا يعني أننا لم نتعلم من دروس ماضية؟ في الفترات الأخيرة رأينا هجمات مستمرة على المملكة. بعضها قادم من كتاب من دول أجنبية غربية سواء أوروبية أو أمريكية، والمؤسف حقا أن أكثر الهجمات والانتقادات قادمة من كتاب وإعلاميين عرب كنا نحن من درسناهم الاساليب الإعلامية ومن عمل تحت مظلتنا وقدمنا له الكثير. وللأسف الشديد هناك إعلاميون عرب لا يزالون يعيشون سني الخطابات العنترية قبل عدة عقود. ولا يزال الكثير منهم ينظر نظرة مختلفة لدول الخليج وخاصة المملكة مع أنه يسمع ويرى التغيرات التي حصلت لدينا في وقت توقفت فيه عقارب الساعة في بلدانهم. وبدأ البعض منهم يقدم أطروحات ويكتب في مواقع التواصل الاجتماعي كلمات ينتقد فيها كل ما له علاقة بالمملكة في وقت الكل يعلم أن المملكة تتحدث عنها انجازاتها وما تقدمه للعالم أجمع. وهذا بالطبع لا يخلينا من مسألة اللوم الذي يجب أن نتحمله بسبب ثقتنا في أقلام ومذيعين عرب يترصدون لكل انجاز ليقوموا بمحاولة طمسه أو تشويهه. وعلى المؤسسات التابعة للدولة أو المملوكة للمواطن السعودي أن تقوم بتطوير الكوادر السعودية لأنها ستتحدث وستكتب عن المملكة ليس بدافع المادة أو طلب الشهرة، بل بدافع وطني في وقت أصبح فيه المنبر الإعلامي سلاحا له أهمية كبيرة في الدفاع عن هذا الوطن. والمواطن السعودي الآن أكثر وعيا حيال قراءة ما بين السطور. فلن يجدي بعض الكتاب العرب تشويه الواقع.