×
محافظة المنطقة الشرقية

في رمضان... «وبورصة التفاوض» لا تهدأ مع الأئمة!

صورة الخبر

--> يبدأ الفلسطينيون والإسرائيليون محادثات في واشنطن لإحلال السلام. على الرغم من أن تاريخاً عريضاً وفظاً ومقلقاً من الجرائم والمراوغات الإسرائيلية يقف حائلاً دون تحقيق أي سلام في فلسطين أرض السلام والأديان والتاريخ. وواضح أن المحادثات الراهنة لا تحظى بما تستحقه من دعم قوي من الولايات المتحدة الأمريكية وعزيمة لتحقيق السلام وإنهاء المأساة الفلسطينية التي أصبحت الآن أطول أزمة في تاريخ النزاعات في العالم، وعانى منها ملايين من الناس واضطهدت إسرائيل أجيالاً من الفلسطينيين، ولم تفرق جرائمها وتعسفاتها بين طفل وبالغ أو بين امرأة ورجل. وتمارس إسرائيل فناً خاصاً في هذا المجال، مثل أن تعتقل الناس من شوارع المدن الفلسطينية ومن المنازل بتهم ملفقة وبعضها مكيف قانوناً لتبقي عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلف القضبان وفي ظلمات المعتقلات سنين طويلة كي تساوم على مصيرهم وحياتهم وحريتهم في محادثات السلام. وبعض السجناء يتحولون إلى قطع شطرنج في لعبة دبلوماسية دنيئة كأن تفرج عن بعضهم لتقديم حسن النوايا بينما تبقي على آخرين في أسر سجونها. وتمارس إسرائيل لعبة غريبة أخرى، هي أنها كلما تفرج عن مجموعة فلسطينية تعتقل آخرين للتعويض عن المفرج عنهم وكأن قدر السجون الإسرائيلية ألا تفرغ من فلسطينيين. وكأنما ارسلت إسرائيل عقوبة لفلسطين وتنزل عذابها في الفلسطينيين وتصادر حياتهم وأرضهم ومنازلهم وأحلامهم وتشردهم في زوايا العالم بحماية ديمقراطية أوروبية وثم أمريكية كاملة. وكل شعوب الأرض تقف شاهدة على المأساة الفلسطينية وعلى الجرائم الإسرائيلية المعلنة المتغطرسة ضد الفلسطينيين، ولكن هذه الشعوب لا تستطيع أن تفعل شيئاً لأن القوى العظمى التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان في التلفزيونات والمهرجانات وتتنمر على الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية ودول شرق آسيا لأي انتهاكات لحقوق الإنسان، تصبح نمراً من ورق وتصاب بالعمى حينما ترتكب إسرائيل جرائمها المعتادة والتقليدية ضد الفلسطينيين، لهذا تشن إسرائيل حروبها وعدواناتها ضد الفلسطينيين بمبررات سطحية وتافهة وتريق الدماء وتنتهك كل القيم الإنسانية بلا وجل أو خجل. محادثات السلام مطلوبة وجيدة، ولكن المحادثات بذاتها لن تصنع السلام إن غابت إرادة صنع السلام، وإن غابت إرادة الحق والعدالة والتصميم على إرساء سلام حقيقي وعادل ودائم. وإذا ما استمرت إسرائيل مدللة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ولا يتحقق إلا ما يوافق رضاها ومزاجها وهواها، فلا أمل لأي سلام، وتصبح هذه المحادثات مجرد نزوات مزاجية لا قيمة لها ولا أثر. مقالات سابقة: كلمة اليوم : -->