بدأت القوات الكورية الجنوبية والأميركية مناورات سنوية تُعتبر الأكثر ضخامة في شبه الجزيرة الكورية، اعتبرتها بيونغيانغ «تدريبات حرب نووية»، مهددةً سيول وواشنطن بهجمات نووية تحوّلهما «رماداً». وتأتي المناورات وسط توتر في شبه الجزيرة، بعدما شدّد مجلس الأمن العقوبات على الدولة الستالينية، اثر إعلانها تفجير «قنبلة هيدروجينية» وإطلاقها صاروخاً باليستياً. وستُعلن سيول اليوم تشديد العقوبات معززة على بيونغيانغ. والمناورات المشتركة لهذه السنة هي الأوسع في تاريخ كوريا الجنوبية، ويشارك فيها حوالى 17 ألف أميركي و300 ألف كوري جنوبي. كما تشارك فيها وحدات أساسية في الجيش الأميركي، بينها كتيبة مقاتلة ووحدة جوية جلبتها حاملة طائرات، وغواصات تعمل بدفع نووي. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية والكورية الجنوبية المشتركة أنها أبلغت بيونغيانغ بـ «الطابع غير الاستفزازي لهذا التدريب». وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها لم تلحظ نشاطاً عسكرياً استثنائياً في كوريا الشمالية، متعهدةً الرد «بقسوة وبلا رحمة» على أي «استفزاز». وقبل ساعات من بدء المناورات، رأت فيها لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية «تدريبات حرب نووية مكشوفة، هدفها المسّ بسيادة (كوريا الشمالية) التي سيكون ردها العسكري تنفيذ ضربات نووية وقائية وهجومية». وأضافت أن «القيادة العليا للجيش الشعبي الكوري» وضعت خططاً لـ «هجوم نووي وقائي باسم العدالة، صادق عليها رئيس البلاد وباتت جاهزة للتنفيذ، حتى في حال تسجيل أبسط عمل عسكري من أعداء» الدولة الستالينية. وتابعت اللجنة أن «الضربة النووية العشوائية ستُظهر بوضوح للمتحمسين للعدوان والحرب، تصميم» بيونغيانغ، مشددة على أن الجيش والشعب في كوريا الشمالية «سيحققان أبرز رغبة للشعب الكوري، من خلال حرب العدالة المقدسة لإعادة الوحدة»، رداً على أي هجوم من القوات الأميركية والكورية الجنوبية. ولفتت إلى أن «جيش كوريا الشمالية وشعبها سيشنّان حرباً شاملة للتصدي في شكل حاسم للولايات المتحدة وأتباعها، والتحركات الهستيرية للحرب النووية». وأضافت أن الأهداف قد تكون كورية جنوبية، كما يمكن أن تستهدف قواعد أميركية في منطقة آسيا- المحيط الهادئ، وحتى الولايات المتحدة. وزادت: «إذا ضغطنا على الأزرار لسحق أعدائنا، ستتحوّل كل مصادر الاستفزاز محيطات من لهب ورماداً في لحظة». ومع أن بيونغيانغ تملك ترسانة صغيرة من الرؤوس النووية، ينقسم الخبراء في شأن قدرتها على تركيبها على صواريخ، كما يشكّكون في قدرتها على التحكّم بتكنولوجيا دخول الغلاف الجوي، بعد مرحلة تحليق الصاروخ، وهذا أساسي لإصابة أهداف بعيدة، مثل الولايات المتحدة. وانتقدت موسكو المناورات الأميركية- الكورية الجنوبية، واعتبرت في الوقت ذاته أن تهديدات بيونغيانغ لـ «خصومها بضربات نووية وقائية، ليست مقبولة إطلاقاً». ووَرَدَ في بيان أصدرته الخارجية الروسية: «على بيونغيانغ أن تدرك أنها بذلك تحرّك كل المجتمع الدولي ضدها وتعطي قاعدة قانونية لاستخدام القوة العسكرية ضدها». ودعت الجميع إلى «ضبط النفس والحذر».