قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشكر إلى رجال الدفاع المدني والشرطة والإسعاف، على جهودهم في السيطرة على حريق فندق العنوان، قائلاً سموه: كلمتي لرجال الدفاع المدني والشرطة والإسعاف.. رفعتم الرؤوس، وأثبتم كفاءتكم أمام العالم.. شكراً لأبناء الإمارات المخلصين. كما قدّم سموه، على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الشكر والتحية إلى ضيوف الإمارات، قائلاً سموه: تقديري لضيوفنا في الإمارات على رقيكم في التعامل مع الأحداث ليلة البارحة.. بكم ومعكم كانت دبي عنواناً للمدينة الحضارية. وكانت الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي اجتازت تحدياً غير مسبوق عالمياً، في التعامل مع الحريق الضخم، الذي شبّ عشية رأس السنة في فندق العنوان، على بُعد خطوات من نقطة انطلاق أضخم ألعاب نارية في العالم من برج خليفة، وتمثل التحدي في السيطرة على الحريق الذي طال 60 طابقاً، وتأمين سلامة مئات الآلاف من الأشخاص المنتظرين متابعة الألعاب النارية، وتم التعامل مع الموقف في توقيت زمني لم يتجاوز ثلاث ساعات ونصف الساعة، دون تأثر الاحتفالية أو تأجيلها. وأشرف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على عمليات المكافحة، متنقلاً بين غرفتي عمليات الدفاع المدني، والقيادة العامة لشرطة دبي، على مدار ساعتين، وفق مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، الذي قال لـالإمارات اليوم: كان سموه في مقدمة الركب يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويعطي توجيهات إيجابية أثناء التعامل مع الحادث. غرفتا عمليات لمشاهدة خطوات الدفاع المدني للسيطرة على حريق العنوان، يرجى الضغط على هذا الرابط. * رجال الإطفاء صعدوا 60 طابقاً بملابس ومعدات تزن 15 كيلوغراماً. * تفعيل منظومة الكوارث والأزمات لإخلاء مئات الآلاف في محيط موقع الحادث. * النيران طالت الشرفات والواجهة.. ورجال الإطفاء منعوا انتشارها. مشهد إنساني لرجل إطفاء يقبّل رأس زميله انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة رجل إطفاء يقبّل رأس زميله أثناء مكافحة حريق فندق العنوان، وشرح مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني في دبي، المقدم علي حسن المطوع، أن هذا المشهد متكرر في مثل هذا النوع من الحوادث، ويكون تلقائياً من جانب رجال الإطفاء، حين يقوم أحدهم بعمل بطولي، مثل اقتحام موقع نيران، ومنع وقوع كارثة، أو تفاقم موقف، أو إنقاذ زميله، فيندفعون إليه ويقبلون رأسه، تقديراً لبطولته. وقال: المشهد كان صعباً للغاية في ظل حجم النيران الهائل، لكن حين وضعت الخطة، وطلب من رجال الإنقاذ والإطفاء تنفيذها، لم يترددوا لحظة واحدة، واقتحموا الحريق، محققين نتيجة يندر تحقيقها في أي مكان بالعالم. انفجارات محدودة قال مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني في دبي، المقدم علي حسن المطوع، لـالإمارات اليوم إن انفجارات محدودة حدثت أثناء مكافحة الحريق، في أنظمة الطهي الموجودة بالطوابق العليا في فندق العنوان، وتم التعامل مع الموقف بحرفية بالغة. وأضاف الزفين أن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، تابع عملية مكافحة الحريق الذي شب مساء أول من أمس، في فندق العنوان، من داخل غرفتي عمليات الدفاع المدني وشرطة دبي. وأوضح أن سموه كان حريصاً على بث روح التفاؤل في نفوس الموجودين، فحيّا كلاً منهم على حدة، وكان يشد أزرهم، مؤكداً قدرة فرق الدفاع المدني والشرطة على مواجهة الحادث، وكان يعطي توجيهات تصب في مصلحة العمل، لافتاً إلى أنه استمر أكثر من ساعتين في غرفة العمليات، قبل أن ينتقل ميدانياً إلى مكان آخر، مؤكداً أنه حادث عرضي، يمكن أن يحدث في أي مكان، لكن من الضروري الاستفادة من التجربة لضمان عدم تكرارها. تحديات إلى ذلك، قال المدير العام للدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، لـالإمارات اليوم، إن رجال الإطفاء والإنقاذ لم يترددوا لحظة في اقتحام المبنى، على الرغم من التحديات الصعبة التي واجهوها، وأبرزها الصعود 60 طابقاً على درج الطوارئ، نظراً لتوقف المصاعد، مرتدين ملابس الوقاية من النيران، حاملين معدات تزن أكثر من 15 كيلوغراماً، ومواجهة الأجواء الساخنة للغاية داخل الفندق، بالإضافة إلى إخلاء آلاف الأشخاص من النزلاء ورواد المكان، وكذلك التعامل مع القطع الملتهبة التي كانت تتطاير من واجهة المبنى. وأضاف أن منظومة إدارة الأزمات والكوارث في دبي، المكونة من جهات الطوارئ، مثل الشرطة والإسعاف والدفاع المدني، تعاملت مع الموقف بقدر كبير من الالتزام والحرفية، فأدى كل منهم دوره الذي تدرب عليه سابقاً، بكل سلاسة، ما ساعد رجال الإطفاء على القيام بواجبهم، والسيطرة على الحريق في زمن قياسي. وأوضح المطروشي، الذي أشرف على عمليات الإطفاء منذ اشتعال الحريق حتى اليوم الثاني لأكثر من 14 ساعة، أن الحريق اشتعل في الساعة 9:26، مساء أول من أمس، قبل نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة من انطلاق الألعاب النارية في برج خليفة. وأضاف أن النيران امتدت بسرعة رأسياً بسبب شدة الرياح التي ضخت كميات ضخمة من الأكسجين، لافتاً إلى تطبيق استراتيجية محكمة في التعامل مع الموقف من خلال منظومة إدارة الأزمات والكوارث، وكان على رأس الأولويات، تأمين سلامة مئات الآلاف من البشر الذين كانوا موجودين داخل الفندق وخارجه للاحتفال برأس السنة. وأشار إلى أن لجنة تأمين الفعاليات، التي تضم الفرق الأمنية من شرطة دبي والمتطوعين والمنظمين، ساعدت على إخلاء محيط الفندق، بطريقة احترافية حالت دون حدوث تدافع، فيما تدخلت فرق الإخلاء لإخراج نزلاء ورواد الفندق، وتم إخلاء الآلاف دون حدوث إصابات تذكر، سوى 14 إصابة بسيطة نتيجة الدخان والتدافع. عوامل مساعدة وتابع المطروشي رغم التحديات الصعبة التي واجهتنا، كانت هناك عوامل مساعدة، منها وجود فرق تابعة لأربعة مراكز دفاع مدني فعلياً لتأمين الألعاب النارية والفعاليات في المكان، فتمركزت فوراً في موقع الحريق، وتلقت الدعم من مركزين آخرين. وقال بدأنا العمل بتكتيك تدربنا عليه سابقاً مئات المرات، فقسمت القيادة إلى قطاعات عدة، تشمل قطاع المكافحة، والإخلاء، وسلامة طواقم العمل، والدعم اللوجستي المعني بتوفير الموارد اللازمة للسيطرة على الحادث. وأضاف استخدمنا خطة (تعاقب)، تعتمد على تطبيق مناوبة مستمرة للإطفائيين، حفاظاً على سلامتهم، وتنظيماً لجهدهم، وأديرت عمليات المكافحة من غرفة عمليات متحركة، من داخل الفندق وخارجه. وأشار المطروشي إلى أن النيران طالت بشكل أساسي شرفات الشقق الفندقية، وواجهات المبنى، ودخلت إلى بعض الشقق، لكن واجهت مكافحة سريعة من رجال الإطفاء، ما حال دون انتشارها في الداخل، لافتاً إلى أن النيران طالت 60 طابقاً تقريباً. جهد مشرف وأوضح المطروشي أن التحدي الكبير، هو السيطرة على النيران، وعدم السماح بانتشارها إلى مبانٍ مجاورة، وتأمين محيط الفندق قبل انطلاق الألعاب النارية، وهذا ما نفذته فرق الإطفاء بشكل بطولي مدعومة بجهد مشرّف من لجنة تأمين الفعاليات. ولفت إلى أن المشهد الخارجي اختلف كلياً قبل نصف ساعة من منتصف الليل، موعد انطلاق الألعاب النارية في برج خليفة، إذ تم احتواء النيران، واطمأن الجميع، واحتفلوا بالمشهد الرائع للألعاب النارية، فيما كان هناك جنود مجهولون يواصلون عملاً صعباً في مكافحة الحريق. وأضاف أن فرق الإطفاء أخمدت الحريق نهائياً في نحو التاسعة صباح أمس، بعد 12 ساعة كاملة من الجهد المتواصل، لتبدأ فرق أخرى مهمة معقدة، هي التبريد، الذي استمر طوال يوم أمس، لعدم السماح باشتعال النيران مجدداً في المبنى الملتهب. وأكد المطروشي أن حريق فندق العنوان يظل حادثاً عرضياً، يمكن أن يقع في أي دولة، لكن يدرك المختصون أن حرائق الأبراج من الحوادث الصعبة، وتنتهي عادة بخسائر كبيرة، وربما كوارث، لكن النتيجة التي انتهى إليها هذا الحادث، تعكس قوة البنية التحتية والتنظيمية في إمارة دبي، ووجود رجال على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل سمعة بلادهم. كتل ملتهبة إلى ذلك، قال مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني في دبي، المقدم علي حسن المطوع، لـالإمارات اليوم إن جهود فرق العمل لم تنحصر في التعامل مع الحريق، لكن عملت بشكل وقائي في محيط المكان، فانتشرت في المباني المجاورة، حتى تلك التي لاتزال تحت الإنشاء، لإطفاء الكتل الملتهبة التي كانت تتطاير من واجهة المبنى، حتى لا تؤدي إلى حدوث حريق في مكان آخر، أو تسقط على شخص، لذا تم إخلاء محيط المكان على مسافة كافية، لعدم وقوع أي إصابات نتيجة هذه الكتل. وأضاف المطوع لم تغفل فرق الدفاع المدني كذلك أماكن الألعاب النارية في منطقة الفعاليات، فتم تخصيص عدد منها لتأمين هذه الأماكن، حتى انطلقت الألعاب النارية واحتفل الجميع. وأوضح أن الدفاع المدني لم يستخدم مروحيات الإطفاء في التعامل مع الحريق، لأن مروحة الطائرة العمودية تضخ مزيداً من الأكسجين، فتزيد اشتعال النيران، وهي لا تستخدم في الحرائق الرأسية، لكن يمكن الاستعانة بها في الحرائق الأفقية، مثل حرائق الغابات أو المستودعات.