الأرجح إنّها ألفيّة الثورة الرقميّة واقتصادها الذي شهد تقدماً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، وأصبحت شبكته (الإنترنت) سلطة تمارس تأثيراً أساسيّاً في القطاعين الحكومي والخاص بمؤسّساتهما وشركاتهما. ومن الملفت أنّ الأسواق الناشئة التي تشمل البلدان العربية، أصبحت من أهم مصادر النمو للشبكة الإلكترونيّة الدوليّة التي باتت تربط بلايين الحواسيب، مع من عليها من أفراد ومؤسّسات، في أرجاء الكرة الأرضيّة. تأتي قرابة الـ 70 في المئة من مستخدمي الإنترنت من دول ناشئة، بالمقارنة بـ 30 في المئة قبل عشر سنوات. وجاء ذلك الرقم ضمن تقرير صدر في ربيع العام 2012 بعنوان «اقتصاد الإنترنت في دول مجموعة العشرين: فرصة للنمو بـ 4.2 تريليون دولار». وأنجز التقرير فريق بحثي من «مجموعة بوسطن للاستشارات» ترأسه ديفيد دين، وظهر ضمن سلسلة «حقائق وأرقام من الاتحاد الدولي للاتصالات». وكذلك يقدّم ذلك التحوّل المرتجى فرصاً هائلة للتنمية عبر التقنيّات الرقميّة، خصوصاً بعدما تبنّى الجمهور العربي شبكة الإنترنت، بل عمد إلى استخدامها بكثافة وتألّق. إذ سجّل العالم العربي أعلى معدّل فردي في مشاهدة أشرطة الفيديو على «يوتيوب» و«فايسبوك». وتعتبر نسبة انتشار الهواتف الذكيّة من الأعلى عالميّاً، كما يسجّل العالم العربي نسباً مرتفعة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كـ «تويتر» و«سناب شات» Snapchat و«آنستاغرام» Instagram وغيرها. وتترادف تلك المعطيات مع واقع يتمثّل في أنّ 70 في المئة من سكان الدول العربيّة هم دون سنّ الثلاثين، ما يعني أنّ العالم العربي هو مجتمع رقمي بامتياز، نظراً إلى انتشار الوسائط والأدوات والأجهزة الرقميّة بين شبابه. ولا أقل من استخلاص ذلك الملمح الشبابي يشكّل الفرصة الذهبية لمستقبل العرب!