×
محافظة المنطقة الشرقية

مكة.. مصادرة 35 رأس غنم وإزالة حظائر في  الغزة الفرعية

صورة الخبر

الأسبوع الماضي بدأنا قصة البحث عن أطلال قوم عاد، وهذه من كتاب «الطريق إلى أُبَر» للمستكشف الأمريكي نيكولاس كلاب، والذي لما عرف عنهم رغب البحث عن آثارهم، ونحن نعرف آثار ثمود (مدائن صالح) لكن ماذا حصل لمساكن عاد؟ انتهينا الأسبوع الماضي عندما أقنع نيكولاس وكالة ناسا أن تصور جنوب الجزيرة العربية بعد أن خمّن وجود عاد هناك اعتماداً على خريطة عمرها 1900 سنة، وجمع فريقاً من العلماء واتجه لجبال ظفار في عمان. ذهب نيكولاس وفريقه لوادٍ طويل مُلتوٍ اسمه وادي الذكر، لأنه المكان الذي وُضع فيه الموتى آلاف السنين. وجدوا قبوراً، عرفوا أنها لمسلمين لأنها موجهة للقبلة. اجتازوها ورأوا مجموعة كهوف، فيها جماجم، بعضها لا زال عليها غطاء الرأس سليماً، وعظام مفرقة في الكهف، وهذه لم توجه للقبلة مما أشار إلى أنها تسبق ظهور الإسلام. بعد أن تجاوزوا هذا الوادي رأوا مجموعات من النُّصب الصخرية، كل واحدة تتكون من 3 قطع من الصخور تسند بعضها كالهرم، طولها قرابة متر. هذه الأهرام الصغيرة كان هناك 8 منها، ويوازيها 4 حفر مخصصة لإشعال النار، واعتماداً على التأريخ الكربوني ظهر أنّ عمرها يعود إلى سنة 110 قبل الميلاد. يظن أهل تلك المنطقة أن هذه المجسمات ذكرى للموتى ورأى نيكولاس أن هذا معقول، لأنّ الوادي له طبيعة جنازية. أيضاً قد تكون هذه الصخور الثلاثية دليل طريق للقوافل المارة أو يضحّون عندها الوعلان، و الوعل حيوان صحراوي كالتيس ذو قرون هلالية ضخمة، وهو الإله الأساسي هناك قبل الإسلام. لكن القطع الثلاث ليست كل شيء. أحد العلماء من المجموعة يقول إنه يعتقد أن هذه الأهرام الصغيرة أصلاً رباعية القطع، وأنّ الثلاث مستندة إلى بعضها وأعلاها واحدة، لكن على مر السنين سقطت القطع العلوية. أشار إلى صخرة تبدو عادية، لكن أخذها وحفر حولها وقلبها وإذا عليها حروف نقش الأبجدية التي وجدوها في كتابات على كهوف الجبل. فيما بعد وقع نيكولاس على جزء مثير من مؤلفات هشام الكلبي باسم «كتاب الآلهة» كتبه قبل 1200 سنة، وهو يضم قائمة الآلهة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، يقول الكلبي: «متى ما توقف المسافر في مكان ما فهو يختار 4 صخور، ينتقي أفضلها ثم يتخذها إلهاً، ثم يستخدم الصخور الثلاثة الأخرى كسَنَد لأواني الطبخ، وإذا غادر يتركها وراءه». موافقة رائعة! هذا يدعم نظرية أن تلك القطع 4 وليست 3. يَظهر أن الصخور كانت مجسماً دينياً وعملياً في نفس الوقت، أي شيء يُعبد وشيء يُستخدم، على ما في هذا من غرابة وسخافة، لكن هذه موثقة ورؤيت في البتراء، منها مثلاً مجسمات كبيرة وصغيرة كانت تُعبد كل يوم، وبعد العبادة يتجمع رجال في قبور صخرية ليأكلوا العشاء مع أرواح أجدادهم كما اعتقدوا. يمكن أن نتخيل قوم عاد يطوفون بتلك الصخور الثلاثية ويفركون الصخرة العلوية بالماء والزيت وحتى الدم ثم تزال تلك الصخرة، وتُجهز وجبة شعائرية على شرف أفراد القبيلة الراحلين من الأجداد، وبعد أن يحصلوا على تبريكات الأجداد والآلهة، يتركون هذه المناطق التي توقفوا فيها وينطلقون لوجهتهم الأساسية عبر الصحراء إلى الشمال إلى مدينتهم، المدينة التي ينشدها نيكولاس وفريقه... أُبر. ماذا وجد نيكولاس وفريقه لما أكملوا طريقهم؟ بقية القصة في مقال قادم. مقالات أخرى للكاتب أشياء لم تعرفها عن القراءة..! أطلال عاد.. البحث عن المدينة المفقودة - 1 نفسيتك.. أقوى من جسدك «حلفت بالله ما تقوم!» حضارة الروح.. ودرس من النار اليونانية