×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور..إزالة حظائر ومصادرة «35» رأساً من الأغنام بمكة المكرمة

صورة الخبر

حسنٌ، لا بل وجميل، أن يكون للنساء يوم عالمي مُقَر من المنظمة الدولية الأكبر في العالم، هيئة الأمم المتحدة، وأن يكون هذا اليوم في الثامن من مارس/آذار من كل عام تخليداً لذكرى جرى اختيارها بعناية، كونها تعبر لا عن توق النساء للحرية والعدالة فحسب، وإنما نضالهن وتضحياتهن في سبيل بلوغ ذلك. في مثل هذا اليوم من عام 1857، نظمت آلاف النساء العاملات في قطاع النسيج والخياطة مظاهرة حاشدة بمدينة نيويورك الأمريكية طالبن فيها بالتالي: تقليص ساعات العمل اليومية من 16 ساعة إلى 10 ساعات، ومساواة النساء مع الرجال في الأجور، وتحسين ظروف العمل. وتدخل الجيش لقمع تلك المظاهرة التي يُروى أنه سقط خلالها نحو 130 قتيلة، فضلاً عن اعتقال المئات. وفي منتصف سبعينات القرن الماضي، أقرت هيئة الأمم المتحدة إعلان عام 1975 عاماً عالمياً للمرأة، وفي عام 1976 اعتمدت المنظمة الدولية اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي بدأ سريانها سنة 1981، وفي عام 1977 اختارت الأمم المتحدة الثامن من مارس/آذار يوماً عالمياً للمرأة يحتفل به على المستوى الدولي، نزولاً تحت ضغط الحركات الديمقراطية والتنظيمات المدافعة عن حقوق المرأة في العالم، التي أصرت على اختيار ذلك التاريخ بالذات، كي لا يغدو الاحتفال بهذه المناسبة مجرد طقس كرنفالي، وإنما مناسبة للعمل والمساءلة عما فعلته الحكومات والمجتمعات لتمكين المرأة. حتى في أكثر المجتمعات تقدماً وديمقراطية في العالم، تطرح القضية الجندرية للنقاش، لإظهار مدى نجاح هذه المجتمعات في تحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق وفي الواجبات على حد سواء، وهذا أمر يظهر حيوية مثل هذه المجتمعات، وحرصها على إحراز المزيد من التقدم. لكن حين يجري الحديث عن أوضاع النساء في بلداننا العربية، وهو ما يعنينا بدرجة رئيسية، فإننا نجد صورة عكسية تماماً، فلسنا هنا في حال نشهد فيها المرأة تحقق مكاسب جديدة، وإنما نشهد تراجعات، بعضها مزرٍ، في أوضاع النساء، بالقياس لفترات زمنية ليست بعيدة، نجح فيها الفكر التنويري وممثلوه من أفراد وجماعات في أن يدفع بقضية كرامة المرأة وحقوقها إلى الصدارة. بين الفينة والأخرى تصلنا عبر وسائل التواصل الجماهيري صور للمقارنة بين المراحل تظهر مقدار هذا التردي، كأن نشاهد صوراً لطالبات الجامعة في بغداد أو القاهرة أو دمشق، أو حتى الكويت والبحرين، في ستينات القرن الماضي، وبين حفيداتهن في جامعات اليوم، لنلمس كم تقهقرنا. المسألة ليست في المظهر وحده، على أهميته، وإنما في منظومة التشريعات وسلم القيم المتصلة بالنظرة للمرأة، التي تشهد بدورها نكوصاً إلى الوراء. madanbahrain@gmail.com