القاهرة الخليج: قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر حبس 14 متهماً، في واقعة اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، كما قررت ضبط وإحضار 34 متهماً هارباً، من بينهم 3 ضباط بحركة حماس، وأكد وزير الداخلية أن المؤامرة ضد مصر كبيرة، ودعا إلى الارتقاء بمستوى الأداء الأمني. وقال مصدر قضائي لالخليج: إن قضية اغتيال النائب العام تتضمن 48 متهماً، من بينهم 14 محبوساً، لافتاً إلى أن القضية ستضم قيادات من جماعة الإخوان الهاربين في قطر وتركيا، من بينهم محمود عزت القائم بأعمال المرشد. وأضاف المصدر: أن النيابة سترسل في نهاية التحقيقات إخطاراً إلى الإنتربول الدولي لملاحقة الهاربين، وعددهم 34 متهماً من بينهم قيادات عدة من حركة حماس الفلسطينية. وكشفت التحقيقات مع المتهمين المحبوسين أن بعضهم ينتمون إلى محافظة الشرقية، من بينهم محمود المحمدي عبد الرحمن، الطالب بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، والمتهم أيضاً في قضايا تفجير أكشاك الكهرباء، وأحمد جمال أحمد محمود الطالب بمعهد تحاليل الجامعة، وأبو القاسم أحمد علي منصور، الطالب بكلية الدعوة جامعة الأزهر. واعترف المتهمون في التحقيقات، بأن المتهم محمود الأحمد تلقى رسائل من يحيى موسى، الهارب في تركيا، على تطبيق برنامج لاين، بتنفيذ عملية اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل. وأوضح المتهمون أنه في يوم 28 يونيو/حزيران، تلقى محمود المحمدي اتصالاً آخر من يحيى موسى، على نفس التطبيق، يطلب منه تنفيذ العملية في صباح اليوم التالي، فتواصل مع مجموعة رصد موكب النائب العام، التي كان يقودها أحمد جمال، الذي اعترف أيضاً بأنه أرسل تقريراً مفصلاً عن العملية إلى يحيى موسى، من خلال مجموعة من الخرائط التي قام بتنزيلها من برنامج غوغل إرث. وأضاف أنه قام بعد ذلك بتركيب العبوة المتفجرة داخل السيارة، بمساعدة أبو القاسم، الذي قادها إلى مكان الجريمة، وتبعه المحمدي باستخدام المواصلات، وعندما وصلوا قام فرد يتبع مجموعة الرصد بقيادة السيارة، ووضعها في المكان المحدد لتنفيذ الجريمة. واعترف المتهم أبو القاسم أحمد بأنه اشترى السيارة المستخدمة في الانفجار ببطاقة تخص إحدى السيدات التي فقدتها في مكتب بريد بالشرقية، مضيفاً أنه عندما وصل المحمدي قام بتفعيل العبوة عن بعد، لكن الموكب غيّر سيره يوم 28 يونيو، مما اضطرهما إلى المغادرة، وترك السيارة، وفي اليوم التالي فعلوها فانفجرت، وبعدها هرب باستخدام سيارة هيونداي، أعدها لهذا الغرض، وأبلغ يحيى موسى بإتمام التنفيذ، وأشار المتهمون إلى أن عملية رصد موكب النائب العام استمرت نحو 15 يوماً، حيث كان أحد المنفذين يتواجد أمام منزله، بينما كان آخر يتواجد أمام دار القضاء العالي لرصد جميع تحركاته. من جهة أخرى أكد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، أن المؤامرة التي تحاك ضد مصر كبيرة، ويجب على جميع رجال الشرطة القيام بدورهم، بإدراك ووعي لحجم تلك المؤامرة، مشدداً على أن الوزارة تسعى، من خلال خطة متكاملة، إلى الارتقاء بمستوى الأداء الأمني، وربط جميع الأعمال الأمنية بمتطلبات وطموحات المواطنين. وأشار الوزير خلال اجتماع عقده أمس مع الضباط من رتبة الملازم أول إلى رتبة المقدم، بحضور قيادات عدة، إلى أن رجال الشرطة مؤتمنون على حقوق المواطنين وحرياتهم، وهذا يتطلب الانضباط في الأداء والعمل بأمانة وإخلاص، لاسيما في ضوء التحديات التي تحدق بالوطن، والمخاطر التي تتربص بأمنه، والأعباء الملقاة على جهاز الشرطة. وأضاف أن العمل الأمني رسالة سامية لها قيمتها، وأن التعامل المستمر مع المواطن، من طبيعة العمل الشرطي، الأمر الذي يفرض مزيداً من الالتزام بالقواعد المهنية، عند التعامل من أجل تقديم خدمة أمنية مميزة لأبناء الشعب المصري العظيم، مؤكداً أن حب واحترام الشعب المصري لجهاز الشرطة هو الداعم الأساسي لنجاح العمل الأمني. وأوضح أن الوزارة حريصة على المراجعة والتقييم المستمر لضمان عدم تكرار الأخطاء من جانب رجال الشرطة، وحريصة على تحقيق الانضباط والالتزام في التعامل مع المواطنين، مشدداً على حسن المعاملة في مختلف المواقع الشرطية، وأثناء التفاعل اليومي مع الشارع المصري، بما يحقق التفاعل المستمر وخلق جسور التواصل الدائم لبناء الثقة مع الجمهور. وشدد وزير الداخلية على ضرورة الوعي بأن هناك من يترصد الأخطاء، التي قد ترتكب خلال الأداء الأمني لتضخيمها، والمتاجرة بها، داعياً إلى تفويت الفرصة على هؤلاء المتاجرين، موجهاً القيادات الأمنية إلى التواصل المباشر والمستمر مع رجال الشرطة، بما يحقق تقييماً دورياً للأداء، ويرفع من كفاءته، باعتباره جزءاً ثابتاً من منهج العمل الأمني. وأكد الحاضرون خلال الاجتماع أنهم على وعي بطبيعة ومتطلبات المرحلة، وأنهم يحرصون على استمرار كسب ثقة وتأييد الشعب المصري العظيم، الذي يساند شرطته من أجل تحقيق أمن الوطن، وأنهم سيظلون دوماً، رغم كل التحديات حصناً منيعاً لأمن الوطن وحماية شعبه العظيم، ولن يتوانوا في الدفاع عن الوطن مهما كلفهم ذلك من تضحيات.