تخيّل لو أن صحفاً كالجارديان أو واشنطن بوست نشرت لقاءات مع مخترعين وهميين أو أخباراً عن إنجازات غير حقيقية أو مضخّمة ما الذي كان سيحدث؟! شخصياَ أتوقع أن تنشر هذه الصحف أو مثيلاتها اعتذاراً ثم تقوم بمحاسبة المتسببين في ظهور مثل هذا التضليل على صفحاتها. رأس مال أي صحيفة محترمة مصداقيتها، لذلك تقوم قائمتها ولا تقعد لو خُدِشت سمعتها أو خَدَعت قارئها. في صحفنا وقنواتنا العزيزة تظهر لقاءات أقرب للهزل منها للعلمية، منها -على سبيل المثال لا الحصر- لقاءات مع مخترع يجري تجاربه النانوتكنولوجية في مطبخ بيته! أو باحثة توزع أدويتها على المرضى وتروج لها وهي لم تطبق الاشتراطات العلمية والبحثية لاستخدام هذه الأدوية على البشر! وتجد أخبارا عن إنجازات لو دُقّق فيها لوُجد أنها تصلح لصفحة أخبار المجتمع كنشاط اجتماعي. وبينما تحتفي الصحف ببراءة بهذه «الإنجازات» تجد المتخصصين الحقيقيين في وسائل التواصل يفنّدون هذه الأخبار، ويفرّ منهم أصحابها بعد اكتشاف زيفهم، ولكن هؤلاء «المُلمّعين» لا يتورعون عن استكمال استغفال الإعلام ومن ثم وضع أخبارهم في سيرهم الذاتية كوثائق يحاولون الحصول بها على امتيازاتٍ لا يستحقونها. من واجب الصحف التدقيق في هذه الأخبار عن طريق متخصصين تحال لهم فيتأكدون من صحتها؛ فتحفظ بذلك للصحف هيبتها ومصداقيتها وتوقف استغلالها من قبل المزيفين.