جمعت أنشطة مهرجان طيران الإمارات للآداب في يومه الخامس، بعد انتقال فعالياته أول من أمس إلى فندق إنتركونتننتال بدبي فستيفال سيتي، والتي توزعت ما بين قاعات الفندق وسينما نوفو، ما يتوافق واهتمامات أفراد العائلة من الكبار والصغار، على حد سواء، ضمن 11 جلسة وورشة وحوار. وتنوعت الفعاليات بين ما هو محلي عبر اللقاء مع الشاعر والصحافي والإعلامي الإماراتي عادل خزام، المثقف متعدد المواهب، فهو الملحن وكاتب السيناريو والأغنية، عبر رحلة الفكر الحياة بعين ثالثة لاكتشاف دهاليز الحياة ومعانيها كلٌ من منظاره الخاص. ورحلة العلم مع بعثة الإمارات للمريخ لمركز محمد بن راشد للفضاء، والتي استعرض المتحدثون فيها التحدي الملحمي في الوصول إلى المريخ، وناقشوا تطلعات الإمارات في التقدم والاكتشاف وفوائد الرحلة الاستكشافية لدراسة الغلاف الجوي للمريخ. عوالم الخيال وجذبت جلسة الأطفال الخاصة بعوالم هاري بوتر السحرية، أعداداً كبيرة من الأطفال الذين توافدوا إلى نوفو سينما بدبي فستيفال سيتي، بأزيائهم المستلهمة من مغامرات هاري بوتر. وتفاعل الأطفال بحماس مع مختلف فقرات البرنامج، في أجواء جمعت بين المرح والجد والضحك. قدم الفقرات التي شملت قراءة لمقتطفات من مغامرات هاري بوتر، أربعة تلاميذ من مدرسة هوغارد، والذين تميزوا بكسلهم وحضروا إلى دبي، آملين أن يساعدهم الأطفال في النجاح. وحصل الأطفال لدى دخولهم على بطاقات ترمز كل منها إلى فريق من فرق مدرسة بوتر الأربع. وبالتالي، تحسب نقاط الإجابات الصحيحة تبعاً لبطاقة الفريق التي مع الطفل، ما صعّد من أجواء المنافسة، والتصفيق الحار للفريق الفائز في كل مرحلة. ونجح منظمو الفعالية في الاستئثار باهتمام الصغار لأكثر من ساعة من الزمن، حيث وزعوا الفقرات بالتناوب بين حركة الجسد، والاستماع إلى راوي القصة، ثم الإجابة عن الأسئلة، التي أبهرت العائلات بمدى سعة معرفة أطفالهم بأدق تفاصيل أفلام هاري بوتر، وبقية الشخصيات وأدوار ووظائف أدوات السحرة وغيرها. كما ازدحمت صالة سينما نوفو بجمهور معظمه من العائلات، للاستماع لما يمكن لرائد الفضاء الكندي الأول كريس هادفيلد قوله، بعد عمله لأكثر من 21 عاماً في محطة الفضاء الدولية، والذي أصدر كتابين، حملا تجربته الإنسانية، وأحدهما بعنوان الجلسة دليل رائد فضاء للحياة على الأرض. تحدث هادفيلد في البداية عن المخاطر والصعوبات التي يواجهها رواد الفضاء في عملهم، ابتداءً بالخطر الأكبر لحظة انطلاق المركبة إلى مرحلة العودة والتأقلم الذهني والصحي. وأشار إلى العامل الأساسي الذي يواجهه الرواد بعد انطلاقهم، وهو عامل انعدام الجاذبية الذي يتأقلم جسدهم معه بسهولة، ليواجهوا صعوبات عديدة بعد العودة، حيث يحتاج القلب وبقية أعضائهم إلى أكثر من شهر للتأقلم مرة أخرى مع ضغط الجاذبية، بهدف استعادة قواهم وتوازنهم. أحلام الطفولة كما تحدث عن أهمية تشجيع الأطفال على تحقيق أحلامهم، مهما بدت مستحيلة لهم، وتحدث عن طفولته، وعن حلمه الذي بدأ بمشاهدته أول رائد للفضاء، يمشي على سطح القمر عام 1969، حينما كان عمره تسع سنوات. وانتقل بعدها إلى أكثر اللحظات التي تركت أثرها العميق في نفسه، والتي تمثلت بمشاركته الغناء مع جميع طلبة المدارس في كندا في أول يوم اثنين، والتي كتب كلماتها بمساعدة صديقه الموسيقي، ليتدرب عليها في الفضاء، ويشارك في الغناء مع 700 ألف طالب عبر السكايب عام 2013. هادفيلد يتفاعل مع الزوار واختتم هادفيلد بعد إجابته عن أسئلة الجمهور، وفي مقدمهم الأطفال، بأغنية هل يغني أحدهم، والتي سبق وغناها مع الطلبة في رحلته الفضائية الأخيرة التي قرر بعدها التقاعد، لمتابعة رحلته الإنسانية مع التدريس وجولات المحاضرات المعنية بإلهام الآخرين لتحقيق أحلامهم. سيرة عمل هادفيلد 1959 طيارا عسكرياً في القوى الجوية الملكية الكندية، وفي عام 1992 تم قبوله ضمن وكالة الفضاء الكندية. وقام بأول رحلة إلى الفضاء عام 1995، و برحلة عام 2001، وتلاها بثالثة 2012. وذاع صيته فترة قيادته للمهمة اكسبدشن 35.