الموهبة تولد مع الإنسان لكنها تظل في مرحلة «الطفولة» إذا لم تكتشف وترعى وتربى، فهي كالكائن الحي تحتاج إلى رعاية وسقاية وتدريب على السير ثم الاحتضان لتنطلق.. وإذا لم تتوفر لها ظروف الرعاية والاحتضان والتوجيه فإنها تشيخ في طفولتها وتموت مبكرا.. هذا الإدراك لمعنى وطبيعة الموهبة هو ما دفع الأمم المتحضرة إلى الاهتمام بالمواهب ووضع معايير لها وابتكار أساليب اكتشافها وتوفير المحاضن الطبيعية للموهوبين، ونحن لدينا من الإمكانات والوسائل ما يجعلنا قادرين على رعاية الموهوبين.. وقد قامت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين «موهبة» على هذا الأساس، وهي تؤدي دورا مهما، ولكن لا يمكن أن تتخلى المؤسسات الثقافية والرياضية عن مسؤولياتها في رعاية المواهب بحجة أن «موهبة» تقوم بهذا الدور.. كل المؤسسات مطالبة بأداء رسالتها ومهامها كل في حقل تخصصه، والاهتمام برعاية المواهب وتوفير وسائل صقل إمكاناتهم ومساعدتهم على تجاوز المراحل الأولى.. المؤسسات التي يقتصر دورها واهتمامها على أصحاب المواهب بعد أن تستقيم خطواتهم وتنضج إمكاناتهم، تعد مقصرة في حق نفسها وفي حق مجتمعها.. لابد أن يكون هناك برنامج في كل المؤسسات التي تتعامل مع الناشئ لاكتشاف المواهب في وقت مبكر ورعايتها، وبهذا نكون قد وضعنا خطواتنا على الطريق الصحيح.