دعا الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، المعلمين والآباء وقادة التعليم إلى استنهاض العقول، وتحرير الطاقات الكامنة وإعداد السواعد المنتجة، واستحضار المكانة الحضارية للمملكة، منوها بأهمية رفع اسمها وعلمها عاليين في كل المجالات والميادين بالأفعال والإبداع. وقال إن الأمانة والمسؤولية الوطنية، تحتم على الجميع تجديد العهد ببذل كل جهد ممكن للارتقاء بالمهام التعليمية والتربوية، والانفتاح الواعي على العصر ومعطياته التطويرية، والانتفاع بها فيما يحقق الخير والنماء. وأكد العيسى خلال تكريمه الفائزين والفائزات بجوائز الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2016" في الرياض أمس، أن العناية بالموهوبين ترتكز على الثقة بأبناء الوطن بوصفهم عماد نهضته، وحاملي رايته، وممهدي طريقها إلى المسيرة التنموية الشاملة والمستدامة، مشددا على أنهم الركيزة الأساس للتنمية والنهوض بالوطن وإعلاء شأنه، ورواد قاطرة التحول الوطني التي نأمل أن تقلنا جميعا إلى المكانة المستحقة وإلى المنافسة الدولية معرفة وإنتاجا. وطالب وزير التعليم المبدعين والمبدعات بالتركيز على أهدافهم بطريقتهم، والتسلح بالعزيمة الصادقة لتحقيق الهدف، مشيرا إلى أن العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة النافعة، بدأوا بمثل هذه المشروعات التي بدأ بها المبدعون، وتميزوا بالتركيز على أهدافهم واشتغلوا بها حتى في خيالهم وأحلامهم. وأضاف: "أن القيادة تؤكد دائما أن التعليم النوعي هو عدتنا في عالم متسارع يواجه الكثير من المتغيرات الاجتماعية والكثير من التحديات الاقتصادية والثقافية والسياسية، من أجل ذلك فلا عجب ولا غرابة أن تتصدر مخصصات قطاع التعليم والتدريب والقوى العاملة، الميزانية العامة للدولة بشكل سنوي". وأشار إلى أن الشراكة المميزة والفاعلة بين وزارة التعليم ومؤسسة "موهبة"، لخدمة الموهوبين والموهوبات، تجسد أحد الجهود المباركة للدولة في الارتقاء بمجتمع الموهبة والإبداع في الوطن الغالي ودعم اقتصاده المعرفي، وتوفير بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع. وبين أن هذه الشراكة وصلت إلى مراحل متقدمة، وهو ما يعكسه الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع 2016" الذي تنظمه الوزارة و"موهبة" كل عام، ويضم نخبة من أبناء الوطن وذخيرته، تقدم مشروعات مبدعة ومتميزة، تعكس ثراء الوطن من رأس المال البشري، وقدرة أبنائه على التألق والتميز. من جانبه، أكد الدكتور خالد السبتي الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، أن الأولمبياد يسعى إلى تعزيز الصياغة العلمية لعقل الطالب الباحث والمفكر، وتنمية روح الإبداع من خلال تقديم مشروع في أحد المجالات العلمية. وقال إنه قد تقدم لنسخة هذا العام 2981 مشروعا، لـ 22046 طالبا وطالبة، من جميع مناطق المملكة، وحكمت تلك المشاريع إلكترونيا من قبل 49 محكما متخصصا، وتأهل للتصفية النهائية 148 طالبا وطالبة، بـ 120 مشروعا. وكرم وزير التعليم 30 طالبا وطالبة، حصدوا جوائز الأولمبياد الذي تنظمه وزارة التعليم و"موهبة" سنويا. وتنوعت مجالات أولمبياد "إبداع 2016"، ما بين الأنظمة المدمجة ونظم البرمجيات، والروبوت والأجهزة الذكية، والرياضيات، والطاقة الكيميائية، والطب الحيوي، والعلوم الصحية، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والفيزياء، والفلك، والكيمياء، والهندسة البيئية والميكانيكية، وعلوم الأحياء الخلوية والجزيئية والدقيقة، وعلوم الحيوان والمواد والأرض والبيئة والنبات.