يمثل الأدب الشعبي جزءاً مهماً من ثقافة الشعوب العربية مع الاحتفاظ بمكانة أدبنا العربي الأصيل وأهميته وتنبع هذه الأهمية لكون الأدب الشعبي بكافة أنواعه معمماً على الجميع ومعروفاً لديهم بلهجته العامية أو بعامية الفصيح منه، وهو الأقرب للنواحي الوجدانية كون لغة التفاهم هي اللهجة المحلية، ومهما كانت بلاغة الأدب الفصيح لن يكون تأثيره كما يؤثّر الأدب الشعبي فبيت شعر قد يخترق خلجات وكوامن الإنسان ويحوله الى عاشق الى درجة الهيام ومن حكمه وأمثاله ما يدعم الحديث ويجعله مؤثراً وبليغاً. ومهما كانت المقاومة يبقى للشعبي الجميل حضوره وهو ليس مدعاة او ترميزاً للرجعية أو التخلي عن الأدب العربي الأصيل ولكن الواقع وقبول المتلقين بشريحة كبيرة يفرض أن يكون هذه الشعبي الجميل تحت مجهر البحث والدراسة الأكاديمية لكونه متعلقاً بالنواحي التاريخية والاجتماعية والوجدانية وهو شاهد حقبة زمنية كان الشعر الشعبي فيها مصدر إثبات الأحداث ومتغيرات الحياة لدى من عاشوا تلك الفترة المعروفة بغياب التدوين وضعف الموارد الثقافية والعلمية. ومن منطلق اتساع دائرة المتلقين نأمل في أن تقوم كليات الآداب في تخصيص بعض الأبحاث في الأدب الشعبي بما فيه من الشعر والرواية والأمثال والحكم وتقديمها للمتلقي بقالب يتقبله الجميع ويزيد من ثقافتهم في هذا المجال، يقول أحد الباحثين في الأدب الشعبي من دولة عربية: يمثل الأدب الشعبي جزءاً من التراث التقليدي تتبلور من خلاله بكل وضوح الوظيفة الإنشائية للكلام فتكون بذلك رسالته منطوية على ذاتها ومستقلة بها مما يحتم تركيز الاهتمام عند دراسته، وبقطع النظر عن البعد التقريري للنصوص على أشكاله وأنماطه الفنية اعتماداً على المناهج البنائية التي يسرت إدراك الدلالات الكامنة في ثنايا تلك النصوص وأعماقها. وكما في كل ثقافات العالم يعد الأدب الشعبي إبداعا فنياً، أدوات التعبير فيه لغة عامية شفوية متفرعة من لغة الكتابة التي تنعت في البلدان ذات الثقافة العربية بالفصحى، ولا يعني ذلك ان اللغة العامية ليست فصيحة بل هي تفوق الفصحى أحياناً، في فن التعبير عن ثقافة الجماعة العميقة والحميمة. وما ذكر سابقاً يؤكد ان بعض الدول العربية قد سبقتنا في البحث الأكاديمي للأدب الشعبي.