×
محافظة جازان

وفاة و9 إصابات بفرضية حريق

صورة الخبر

أينك أيها الحطيئة لتقول لمنظمة الأمم المتحدة: تنحّيْ واقعدي منّي بعيداً..أراح الله منك العالمينا؟ خلاص الدنيا سيكون على يد حبيب الجماهير: الشعر. أمس (5 مارس) افتتح في باريس مهرجان ربيع الشعراء. الشعار المتألق فيه عبارة مزاجها الدعابة السوداء: الشعر سينقذ العالم. صاحب هذه التحفة هو الشاعر الفرنسيّ جان بيير سيميون. وستظل الومضات متوهجة حتى العشرين من هذا الشهر. مهرجان هذا العام تكريم لشعراء القرن العشرين من جميع أرجاء العالم. لا حرج على العرب المشاركين إذا اقشعرّت أبدانهم لسماع كلمة ربيع طوال أسبوعين. والأنكى هو أن يتراءى لهم شبحا ساركوزي ودعيّ الفلسفة برنار هنري ليفي. الكلمة حينئذ لأبي الطيب: واحتمال الأذى ورؤية جانيه غذاء تضوى به الأجسامُ. رسالة الفن عظيمة في حياة الإنسانية.فالفنون هي الجمال الذي يفضح الشرّ ومرتكبيه، ويرفع الآدميّ من مرتبة الحيوان إلى مكانة الإنسان. الفن هو الكنوز التي تمتلكها البشرية جمعاء بأجيالها على مدى آلاف السنين، ولا ينتهي السخاء. هو روح الجمال التي تبعث في النفوس والأذهان أنبل القيم وترسم في آفاقها أجمل الأحلام.إلاّ أن على المبدعين في العالم أن يشعروا بأن القيم والمشاعر الإنسانية ليست كلمات وألوانا ودرجات صوتية فقط، المفردات والخامات والنوتات تستطيع أن يكون لها وعي بالجغرافيا السياسية وموازين القوى، بنزعات التسلط والهيمنة والعبث بمصاير الشعوب. إذا كانت باريس تحسن تكريم شعراء القرن العشرين في فرنسا والعالم، فإن عليها أن تحسن استماع آراء الشعراء في إبادة البلدان. هل ينبغي لأكبر عاصمة ثقافية في العالم أن يجرّ دعيّ فلسفة فيها رئيس جمهوريتها إلى دمار شعب وبلد؟ هل يجوز أن تكون مدينة النور المدينة التي تضع يدها في مخططات إرسال دول إلى ظلمات ما قبل العصر الحجريّ؟ ما هذه الثقافة الغربية الساحقة الماحقة، التي نسمع من رئيس الوكالة الأمريكية السابق، هايدن، قوله: العراق وسوريا وليبيا لم تعد موجودة؟ هذه هي نتيجة التحرير ونشر الديمقراطية. شيء رائع أن يكرّم الشعر والشعراء، لكنّ على أشهر عاصمة ثقافية في العالم أن تدرك أن لهؤلاء المبدعين شعوراً إنسانياً، وشعوباً لا تختلف في الإنسانية، وأن من يدوس كرامة الشعوب إنما يدوس القيم. فما قيمة الفنون والثقافات والحضارات إذا جرّدناها من القيم؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الشعرية: جمال الفنون ليس مستحضرات تجميل لإخفاء بشاعات السياسات. abuzzabaed@gmail.com