×
محافظة المنطقة الشرقية

هيئة السياحة تكثف رقابتها على مرافق الإيواء السياحي

صورة الخبر

تعتبر السكتة الدماغية أحد أخطر الأمراض المفاجئة التي تشكل خطورة على حياة المريض، وعلى الرغم من تطور طرق الفحص الطبي التي تفيد في الوقاية من أضرارها، تبقى السلوكيات الغذائية والشخصية ضمن أهم أسباب حدوث السكتات الخطرة والتي تتدرج في الخطورة بين عاهة مستديمة تصيب الأطراف وخطر الوفاة. يمكن تعريف المرض باختصار بأنه تلف دائم في بعض أو كل خلايا المخ نتيجة عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين إليها، بما يؤدي إلى عجزها عن القيام بوظيفتها ومن ثم موتها، ويعتبر تصلب الشرايين أحد أهم الأسباب التي تؤدي لتوقف إمداد المخ بالأكسجين، وفي تلك الحالة يحدث شلل نصفي طولي في أحد جوانب الجسم أو كليهما تبعاً للفحص الدماغي المصاب، فإذا أصيب الفص الأيمن تأثر الجانب الأيسر من الجسم والعكس بالعكس، ويمكن للأطباء التنبؤ بالحالة واتخاذ التدابير الاحترازية لمنع الضرر في حالة إذا حرص المريض على إجراء الفحوص الطبية اللازمة بصورة دورية. ويحذر الخبراء من انخفاض مستويات الوعي بين عامة الناس حول خطورة نتائج السكتة الدماغية، حيث أظهرت الاستطلاعات المتخصصة وجود ارتباط بين المستوى التعليمي الفردي ودرجة الثقافة العامة من جهة والنجاة من براثن ذلك المرض القاتل من جهة أخرى، وأكدت الاستطلاعات الميدانية وجود علامات مشتركة تسود فئة الضحايا أهمها انخفاض الوعي الصحي والتدخين والتوتر العصبي وعدم الاهتمام بالرياضة بالإضافة إلى العامل الوراثي. وقالت الدراسات الحديثة المتخصصة في الوقاية من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية إن الوقاية تتطلب القليل من العادات اليومية الجيدة علاوة على تحسين جودة الطعام بتحويل عناصره الرئيسية إلى الأنواع الصحية، علاوة على تغيير نمط العيش وتجنب العادات الضارة والتوتر العصبي. وتضمنت الدراسة أهم النصائح للوقاية من السكتة الدماغية وجاء على رأسها الفحص الدوري لدى الطبيب العام مرة كل عام على الأقل لمن تجاوزوا الثلاثين وكل ستة شهور لمن تخطوا الأربعين، وكل ثلاثة لمن هم أكثر سناً، وتأتي أهمية الفحص الطبي من منطلق الوقوف على نسبة الكوليسترول في الدم، ويعتبر ارتفاع تلك النسبة مؤشراً مرضياً خطراً يستدعي تحري السبب والعمل على ضبط النسب، علماً بأن أجسامنا تحتوي على نوعين من الكوليسترول أحدهما نافع والآخر ضار ولابد للوقاية من المحافظة على معدلات النوعين ضمن النسب المقبولة علمياً. وأبرزت الدراسة دور الفحص في ضبط معدلات ضغط الدم باعتبارها من الأسباب المهمة وراء الإصابة بالسكتة، ويقوم الطبيب بتقييم وضع ضغط دم الشخص بعد مراجعة عناصر عدة منها العمر والأمراض التي ربما يعانيها علاوة على الأسباب وراء ذلك الارتفاع ويحدد بناء على ذلك طرق العلاج ويتخذ الإجراءات الكفيلة بنجاة المراجع من براثن السكتة حيث يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أخطر المؤشرات الدالة على احتمالية الإصابة. واعتبرت الدراسة الأنشطة الرياضية ضرورة يومية للمهددين بذلك المرض خاصة من لديهم تاريخ وراثي عائلي حافل بعدد من إصابات الأقارب، وقالت إن تلك الفئة معرضة للسكتة الدماغية بنسبة 50% أكثر من غيرها، ما يستدعي اعتبار ممارسة النشاط الحركي اليومي طوق النجاة الذي يجب عليهم التمسك به، وقالت إن نصف ساعة يومياً من المشي السريع (أي 4 كيلومترات تقريباً) أو 3 ساعات أسبوعياً يمكن أن تؤدي الغرض اللازم، مع مراعاة اتخاذ الحركة نمطاً للحياة بمعنى استخدام الدرج للوصول إلى المكتب أو المنزل مثلاً كلما أتيح ذلك، وصف السيارة في موقع أبعد عن المكان المقصود بغرض المشي، أو حتى وضع الطابعة الإلكترونية في مكان بعيد نسبياً عن المكتب لتحقيق نشاط إجباري يومي خلال الدوام الوظيفي. وأظهرت الدراسة أن نسبة كبيرة من أصحاب التاريخ الوراثي في السكتات الدماغية تحققت نجاتهم من المرض بعد إقبالهم على ممارسة الرياضة حيث تراجعت معدلات الكوليسترول في الدم وقلت نسبة تصلب الشرايين التي تعتبر شريكاً أصلياً وشرطاً أساسياً لوقوع الجلطة، ما يمكن معه وضعها على قائمة أسباب الوقاية. وأوصت الدراسة بضبط الوجبات الغذائية سواء لفئة الشباب أو كبار السن، وأظهرت أن الإقبال على تناول الوجبات الجاهزة التي تعج بها المطاعم يسهم في تراكم الدهون على الكبد كما يسبب السمنة وارتفاع معدلات الكوليسترول السيئ، ما يهدد بتضيق الأوعية الدموية خاصة مع تقدم السن، كما تعتبر الدراسات التغذوية الوجبات السريعة أحد أسباب زيادة الوزن بصورة خارجة عن السيطرة، وسبباً مباشراً لارتفاع نسب الدهون في الدم، ولذا أكدت أن النجاة من السكتات الدماغية يتطلب التوازن في أنواع الطعام اليومي والحرص على تضمينه كل العناصر المهمة مثل البروتينات والكربوهيدرات والأملاح والفيتامينات والماء، ويجب عدم إغفال دور الخضراوات والفواكه الطازجة في إمداد الجسم باحتياجاته من الفيتامينات والأملاح، مع مراعاة الاعتدال حتى في تلك العناصر تجنباً لمشكلات من نوع آخر، كما أوضحت مزايا تحديد السعرات الحرارية اليومية التي يتناولها كل شخص والحرص على عدم تجاوز الرقم المحدد، ومن الطبيعي أن تختلف الاحتياجات من السعرات بين كل شخص وآخر تبعاً لعوامل السن والوزن وطبيعة البنية وغيرها. وأدرجت الدراسة الدهون الحيوانية ضمن المواد الغذائية الضارة إذا أسرف في تناولها أي شخص لا يعاني مشكلات في الأوعية الدموية والقلب، بينما تعتبر خطرة إذا أقبل على استخدامها مريض بإحدى المشكلات السابقة كما أوصت بالحد من تناول الزيوت المهدرجة لخطورتها على الصحة العامة، ونصحت باللجوء إلى العناصر الطازجة. أوضحت الدراسة دور السكريات التي يعتمد عليها الجسم في إدارة عملياته، إذ تعتبر من أهم عناصر الوقود التي يحرقها ليحصل على الطاقة، إلا أن الإسراف في تناول السكريات يسبب زيادة الوزن حيث يقوم الجسم تلقائياً بتحويل السكر الفائض عن احتياجاته إلى دهون تتراكم على البطن والأرداف، ويعتبر البدينون ضمن الفئة المرشحة للإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من غيرهم، علاوة على مخاطر الإصابة بالسكر الذي يدعم تكون الخثرات الدموية بما يهدد سلامة سيولة الدم ويزيد من حدة تصلب الشرايين. أكدت كل الدراسات العلمية علاقة التدخين بالإصابة بالسكتات الدماغية، لأسباب عدة في مقدمتها دور التبغ في تقليل معدلات الأكسجين في الدم علاوة على رفع نسبة تضيق الشرايين الدماغية المسؤولة عن تغذية المخ، ويعتبر الإقلاع عن التدخين أحد أهم إجراءات الوقاية من السكتة الدماغية. وحسبما أكد الخبراء والمختصون سابقاً، يمكن النجاة من آثار السكتة في حال الاكتشاف المبكر، مثل معظم الأمراض الخطرة، ويلعب التشخيص المبكر دوراً في عدم وقوع أي ضرر دائم للعضلات والأعصاب المصابة، وتختلف النتائج باختلاف سرعة العلاج، حيث تعتبر الدقائق الأولى من اكتشاف حدوث ذلك المرض فاصلة في حياة المريض وفي حالته النهائية إذا كتبت له النجاة، ويستطيع المريض الحصول على جلسات للعلاج الطبيعي بعد الإصابة، تستهدف تأهيل العضلات والأعصاب للعمل مجدداً بعد وقوع الضرر، ولكن بالطبع تختلف النتيجة باختلاف حجم المنطقة وعدد الخلايا المصابة، كذلك يسهم العلاج الطبيعي في إعادة تنشيط النظام الخاص بالإشارات الكهربائية العصبية التي يقوم العضو بإرسالها إلى المخ، مثل اليد أو القدم مثلاً، ما يؤدي إلى مبادرة الخلايا الدماغية السليمة والتي تجاور الخلايا الميتة لاستقبال الإشارات والرد عليها، ومن الطبيعي ألا تعود الأعضاء لكامل أدائها الوظيفي عقب الإصابة، لكنها تساعد المريض على إنجاز متطلباته الضرورية مثل تناول الطعام واستخدام الحمام وتغيير الوضع في الفراش لتجنب القرح السريرية.