دشنت جامعة بوتسدام الألمانية برنامجا تعليميا يهدف لتأهيل المعلمين السوريين اللاجئين من خلال دورة مكثفة وسريعة للعمل بالتدريس بمدارس البلاد للتلاميذ اللاجئين الدارسين فيها من سوريا وبلدان أخرى. وأعلنت جامعة بوتسدام (جنوب غرب برلين) أن الأولوية ستعطى للمعلمين اللاجئين المقيمين بولايتي براندنبورغ -التي تقع بوتسدام في نطاقها الجغرافي- وبرلين المجاورة، للالتحاق بهذا البرنامج الذي يعتبر الوحيد من نوعه في عموم ألمانيا، وتحدد 15 مارس/ آذار الجاري كآخر موعد للتسجيل فيه، وتقرر بدء الدراسة في أكتوبر/ تشرين الأول القادم. وأشارت المشرفة على برنامج التأهيل ميريام فوك إلى أن الاستفادة من الخبرة الوظيفية للمعلمين اللاجئين القادمين لألمانيا من سوريا وبلدان أخرى، في سد النقص الكبير بالمعلمين الموجود بالمدارس الألمانية بسبب التحاق مئات آلاف التلاميذ اللاجئين بها منذ شهور، مثلت فكرة لم تخطر على بال أحد. أطفال سوريون لاجئون بمطار تيمبلهوف ببرلين (الجزيرة نت) اهتمام واسع وقالت ميريام للجزيرة نت إن هؤلاء المعلمين يمكنهم أن يصبحوا بعد تأهيلهم بناة جسور لغوية وثقافية بين المدارس الألمانية وإداراتها، والتلاميذ اللاجئين الدارسين فيها وأولياء أمورهم. وأوضحت الخبيرة التربوية الألمانية أن البرنامج، الذي تم إطلاقه لتأهيل 15 معلما سوريا على الأكثر ليتمكنوا من تلبية حاجة مدارس البلاد المتزايدة حاليا من المعلمين، تلقى ستين طلب التحاق وأكثر من أربعمئة سؤال عن شروط الالتحاق، والشهادات المطلوبة للتسجيل بالبرنامج . وأشارت فوك إلى أن جامعة بوتسدام تدرس إمكانية توسيع هذا البرنامج ليتجاوب مع الاهتمام الكبير الذي حظي به، وحثت الجامعات الألمانية المختلفة على حذو جامعة بوتسدام وتأسيس برامج مماثلة لتأهيل المعلمين اللاجئين الذين وفدوا إليها من سوريا وبلدان أخرى. ميريام فوك: البرنامج يهدف لتأهيل 15 معلما سوريا لاجئا(الجزيرة نت) ويشترط في المعلمين اللاجئين الراغبين بالدراسة في برنامج التأهيل بجامعة بوتسدام، إضافة لطلب الالتحاق، تقديم شهادة المؤهل الدراسي مترجمة للغة الألمانية أو صورة من أصل الشهادة، ووثيقة الإقامة بألمانيا. ويبدأ البرنامج بدورة مكثفة في اللغة الألمانية بمركز اللغات والكفاءة الرئيسية بجامعة بوتسدام، ويلي ذلك تعريف الملتحقين بالبرنامج بالنظام التعليمي الألماني من خلال إلحاقهم بمدارس مدينة بوتسدام ومحيطها ليتعرفوا على طبيعة عملية التدريس فيها. وإلى جانب المعلمين اللاجئين من سوريا وبلدان أخري، يتاح الاشتراك بهذا البرنامج للطلاب الألمان بالسنة النهائية بكلية المعلمين بهدف التعرف مع المعلمين اللاجئين على الأنظمة التعليمية بسوريا وألمانيا وغيرها من البلدان التي ينتمي إليها اللاجئون .