×
محافظة المدينة المنورة

“التجارة” تتصدى لتصريف 6 ألآف سلعة غذائية فاسدة وتتلفها في المدينة المنورة

صورة الخبر

نزل راتب شهر رمضان ليلة (20) -كما هي العادة في كل عام-، وتهافت الجميع على صرافات البنوك لسحب رواتبهم؛ لتغطية مصروفات بقية شهر رمضان، والاستعداد لمصروفات العيد، كما بدأت الأسواق بالازدحام، الذي ينتهي بنفض الجيوب، ويبقى الكثير منا "طفارى" حتى آخر شهر شوال!، ويواجهون ما بعد الإجازة من مصاريف مدرسية وغيرها، إلاّ الذين تعودوا على وضع ميزانية للأسرة ليتمكنوا خلال المدة المتبقية من هذا الشهر إلى نزول راتب شهر شوال من توفير احتياجاتهم اللازمة وفق ظروفهم المالية، إذاً لابد أن نعي كيفية ترشيد الإنفاق والتخطيط لإعداد الميزانية الأسرية، لكي لا ننفق أكثر مما يجب، ونردد المثل السائد في حياة من لا يعترفون بالتخطيط لمستقبلهم: "اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب". طار الراتب وبيّن "بدر الرميحي" أنّه على الرغم من أنّ مرتبه لا بأس به، إلاّ أنّه يطير قبل نزوله!، وهذا حال أغلب الموظفين؛ مما جعل الكثيرين مدينين للبنوك، موضحاً أنّ الموظفين هم أغلب من يعاني مشكلة صرف الراتب دون تخطيط، وليس وفق الاحتياجات الضرورية فور نزوله ليلة (20) رمضان. وتساءل "باجد نايف المطيري" عن ماذا سيعمله الكثيرون بعد صرف الراتب خلال الأيام الأخيرة من رمضان وأيام العيد؟، وماذا سيكون حالهم بعد عودة المدارس؟، إضافةً للالتزامات الأخرى كالأقساط وغيرها، مضيفاً: "لماذا لا نستبدل مثل (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) إلى المثل الإيجابي (مد لحافك على قد رجليك)، ونحاول التخلص من شراء الكماليات التي لا حاجة لها وليست ضرورية". تنويع مصادر الدخل ورأى خالد الحسينان" -مشرف تربوي- أنّ هناك أهمية لتنشئة الأطفال على التوفير بالصرف؛ لأنّ ذلك يساعد على نشأتهم بشكل صحي وسليم، ويتعودون على كيفية إعداد ميزانية يسيرون عليها في حياتهم العملية، مطالباً رب الأسرة بتنويع مصادر دخله، وعدم الاقتصار على المرتب الشهري، ومحاولة البحث عن دخل إضافي يحاول من خلاله رفع الإيرادات لمواجهة أي أزمات قد تطرأ وتخل بميزانية الأسرة. أزمة استهلاك واعتبر "خالد الهويمل" -مختص في شؤون الرواتب والنفقات- أنّ ارتفاع سقف الاستهلاك خصوصاً في نهاية شهر رمضان ومع اقبال عيد الفطر المبارك؛ سيجعل العديد من الأسر -خاصةً التي لا تؤمن بالتخطيط لمستقبلها- تواجه عجزاً مزمناً في ميزانيتها، فترجيح كفة المصروفات على الإيرادات يحدث مشكلات مالية داخل الأسرة، حيث تعاني منها لفترة قد تصل ل(35) يوماً، وهي (10) أيام من شهر رمضان و(25) يوماً حتى نزول راتب شهر شوال، مضيفاً: "من الصعوبة أن تعيش الأسرة كل هذه الأيام من دون موارد مالية، إذا لم يتم ترتيب عملية الصرف وتوزيع الراتب على بقية الأيام، وبهذه الحال ستدخل الأسرة في مصاعب مالية قد تمتد لبقية شهور السنة؛ لأنّها ستضطر لعملية السلف واللجوء للقروض، أو الاضطرار لبيع بعض مستلزمات المنزل للوفاء باحتياجاتها الضرورية". ثقافة الصرف وشدد "الهويمل" على ضرورة تنمية ثقافة صرف الراتب، من خلال إيجاد ميزانية للأسرة يتم على ضوئها تقسيمها لعدة أبواب، ومعرفة المصروفات الأساسية بأكبر قدر من التفصيل، كالإيجار، وفواتير الخدمات كالاتصالات، والكهرباء، والمأكل، والمشرب، وبقية المتطلبات، إضافةً إلى معرفة ما تريد أن تحصل عليه الأسرة من سلع وخدمات، وتحديد مدى أولوية الأمور التي تحتاج إليها، وموازنة ذلك بالدخل، لتتمكن الأسرة من خلاله العيش طوال الشهر بسلام، إضافةً للادخار لمتطلبات الأسرة من شراء منزل ومتطلبات أخرى والتخطيط لها. ميزانية الأسرة وأكّد "عبدالله السكران" -محاسب في جامعة المجمعة- على أهمية إعداد رب الأسرة ميزانية سنوية، يتم من خلالها تصريف الراتب على احتياجات الأسرة، مع الادخار لما قد يعترض الأسرة من متطلبات مالية ضرورية، مبيّناً أنّ إهمال الأسرة للميزانية قد يعرضها إلى عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات الضرورية؛ بسبب إنفاق المال عشوائياً من دون ميزانية تمكن الأسرة من شراء أولوياتها وفق رشد مالي يجعلها مستقرة طوال الأيام، محذراً من اللجوء لسد عجز الميزانية المنزلية بالاقتراض، حتى يصبح رب الأسرة مرهوناً للديون قد تمتد لسنوات، لافتاً إلى أنّ سياسة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) لن تجدي في ظل الظروف الحياتية الصعبة وارتفاع المعيشة، خاصةً في شهر رمضان الذي يواجه فيه الناس الأزمات المالية؛ بسبب تعدد المتطلبات والمناسبات. فن التسوق وقال "إبراهيم بن يحيى النجيم": "لابد من تطوير طرق تدبير الميزانية الأسرية الشهرية، الذي لن يتحقق إلاّ من خلال التثقيف والتوعية، لتطوير أساليب المعيشة وإدارة مصروفاتها، وتقنين الاستهلاك ونبذ التبذير والصرف العشوائي، فالتسوق يعدّ فناً يجب أن نتعايش معه كما يجب، وكشف عن خطة يتبعها لتدبير الميزانية، حيث يجب تحديد الراتب والمصروفات والتوفير، وتحديد المشتريات الشهرية وجدولتها، وتقليل المواد غير الضرورية والكماليات، وتغيير الأساليب القديمة للصرف واستبدالها بطرق أكثر ملائمة للوضع الحالي للمعيشة، ومن ذلك تقسيم الراتب خصوصاً في عملية التسوق التي تتم خلال أربع مرات بالشهر، بحيث لا يتسوق دفعة واحدة، وتقسيم المصروفات الشهرية على أربعة أسابيع، والابتعاد عن الصرف بالبركة -كما يقال-، ومن المهم تحديد المصاريف مع بداية كل شهر، خصوصاً المصاريف المتكررة، وترك التسوق حسب المزاج، وبهذا سوف تتحقق الأهداف والنتائج المرجوة من تدبير ميزانية الأسر، وتوفير مبالغ كانت تذهب دون فائدة حسب طريقة التسوق القديمة؛ مما يسهم في تطور المستوى المالي للفرد والمجتمع، خصوصاً وأنّ التوفير الشهري يحسن الأوضاع المالية للأسرة بكل حالاتها". دور الأم وأضافت "سمر أحمد": "للأم دور في توعية وترشيد الأبناء داخل الأسرة، وتحديد أولويات الشراء، والاستغناء عن مالا حاجة له ولا ضرورة، وجعل السلوك الاستهلاكي للأسرة إيجابياً، والبعد عن التبذير؛ لأنّ متطلبات الحياة كثيرة ولا تنتهي، ولهذا يجب أن يكون الصرف في حدود المعقول والبعد عن البذخ والتبذير، لأننا لا نعلم ما يحمله المستقبل، ومن لا يضعون سقفاً لمصروفاتهم، وموازنتها مع إيراداتهم فإنّهم سوف يدخلون في مواجهات غير حميدة مع الديون؛ لأنّ عشوائية الصرف ستجعلهم يلجأون إلى الديون والأقساط، ويقضون حياتهم في ذل التقسيط"، معتبرةً أنّ إدارة الميزانية الأسرية تحتاج أن تكون بيد من يتفهم هذه الميزانية، ويتمتع بإدارة صرف رشيدة؛ لأنّ الترشيد في الصرف من ميزانية الأسرة أمر ضروري، خصوصاً مع الارتفاع الملحوظ في الأسعار، مطالبةً بتعويد أفراد الأسرة على التوازن في الصرف، وإشراك الأطفال بالصرف المتزن، وتعويدهم على كيفية الترشيد والادّخار للمستقبل، من خلال عمل حصالات يدخر فيها الطفل مايزيد من مصروفه اليومي.