×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة إيراني وإصابة 23 آخرين بالمدينة.. والإسعاف الجوي يتدخل

صورة الخبر

فتن بعض المشتغلين بالثقافة بالتعاطي مع النقد الثقافي لا بوصفه آلية من آليات البناء المعرفي، بل باعتباره جرافة من معدات الهدم للمنتجات والأشخاص. يجلس أحدهم على أريكته، ويعلن أنه سيهدم فلانا من الأدباء أو المثقفين ثقافيا، وسيدمره، وسيساوي بنيانه بالأرض! وفي الوقت الذي نفترض بالمثقف حدا أدنى من الوعي، يجعله ينزع نحو الأنسنة، ويأرز نحو الأخلاقيات، ويستفزع بالمثل، إلا أنك ترى هذه النماذج التي تمارس الاستعلاء الطفولي الثقافي، تميل إلى الديكتاتورية، وتعيش في ظل عقلية قمعية! ينسى هؤلاء، أو يتناسون، أن النقد تطوير، وأن المُنتَج المنقود، ومُنتِجه، يبقون، مع وجود النقد، ولا يهدم أحد أحدا، ولا يقزم أحد أحدا! ورحم الله الراحل غازي القصيبي يوم قال في أقواله التي وصفها بأنها غير مأثورة، وقد أصبحت مأثورة: «النقاد والبيروقراطيون يعرفون ما يجب أن يكون ولا يعرفون الوصول إليه». بل تأمل سخريته وهو يقول: «القمل والحلاقون والنقاد يعيشون من رؤوس الآخرين!». إن من المؤسف حقا، أن يكون الدافع خلف هذه التوجهات، لا العمل الفني نفسه، بل الحقد الشخصي، ولذلك كان القصيبي رحمه الله يقول لمثل أولئك: «لا أستطيع منعك من كرهي، ولكن أرجوك لا تمنحه اسما أجمل». لذلك فإن النقد في اللغة، يأتي بمعنى بيان طيب الشيء من رديئه، أو بمعنى إظهار المعايب والمثالب فيه، وبخس الناس حقوقهم، والإقلال من قدرهم، بسبب الكراهية والحقد أحيانا، وبسبب الحسد أحيانا أخرى، لذلك قال الشاعر العربي: حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم أرجو أن لا يخلط أحد، فيظن أني هنا أحارب النقد، لكني لا يمكن أن أفسر من يريد أن يدمر أحدا من خلال النقد، بأنه يمارس نقدا، أو يتعاطى مع ثقافة، أو يتعامل مع أدب. اسمحوا لي وبمنتهى التهذيب، أن أعتبر هذه الممارسة.. وبامتياز: قلة أدب!