×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة جدة : القبض على عصابة خطفت طفلا وطلبت فدية من اهله

صورة الخبر

قضايا الفساد لا تختص بنظام دول أو شخصية كبرى أو صغرى وصلت إلى مناصب تؤهله للعبث بتكييف الأنظمة والتحايل عليها ليبني امبراطورية الخراب الاجتماعي والإداري والمالي.. تركيا تمر بعاصفة أحداث فساد كبرى وأردوغان في قلبها، فهل هو الضحية أم المجرم، ولماذا أعلنت هذه القضايا بتوقيت حرج حيث تشابكت علاقات الحكومة مع ضرب المؤسسة العسكرية، وتدهورت علاقاتها مع مصر ودول عربية أخرى كانت تريد أن تفتح جميع النوافذ مع هذا البلد الذي بهر العالم بسرعة تطوره، وبعمل غير مسبوق من أردوغان وحزبه؟ نعرف أن الغرب قبل على مضض بروز تركيا الاقتصادي والسياسي مع رفض تام لقبولها عضواً في الاتحاد الأوروبي، وزاد من تعقيد القضايا تردي العلاقات مع إسرائيل، غير أن الفائدة التي رسموها للدور التركي أن تصبح قائد العالم الإسلامي لتنعم بجوار غير مضطرب أو يتنامى به التشدد الإسلامي، ومع انفجار الأحداث بدول الربيع العربي، واختلاف وجهات النظر حول تقويمها برزت تركيا كعنوان مطلوب في نهجه وأسلوب إدارته وهنا استطاعت أن تجد القبول في تونس ثم مصر عصر الاخوان المسلمين فكان حلم الحكومة التركية بعودتها لعالم طالما قام بانتفاضات ضدها تسبب في قطيعة تاريخية مع العرب، أحد المهام لأردوغان أن يعود زعيماً لنواة عالم إسلامي مفتوح الحدود على كافة المعاملات الاقتصادية والسياسية طالما توجد البيئة الصالحة لغرس هذا التوجه.. كل هذا كان يجري بلا خلط أوراق إلاّ أن إزالة حكم الاخوان وتدهور الأوضاع في سوريا وتنشيط الحركة الكردية في دول الإيواء غيّر من تحول الأحلام إلى واقع، ثم جاءت الزلازل المتتابعة في قضية الفساد، وفتح ملفات أخرى في محاكمات جنرالات الجيش والشرطة وغسيل أموال لفك الحصار الاقتصادي عن إيران، واستغلال السلطة إلى آخر ما يتداوله الإعلام التركي والعالمي، أن أصبحت حكومة أردوغان في أزمة كسر الضلوع، لكن ألا يستطيع رئيس الوزراء الخروج من الأزمة بسجل أعماله الذي نقل تركيا من دولة مترهلة تعيش في العالم الثالث إلى بلد يسعى لأن يكون قوة مكان واقتصاد، وأن المواطن التركي الذي نعم بالاستقرار والتنمية وعودة الاستثمارات العالمية، وقفل الديون وتطور التعليم وتدني البطالة، أن تلغى كل هذه المكاسب بأزمة فساد يمكن احتواؤها وتقديم أصحابها للمحاكم؟ قد يكون أردوغان الذي حقق هذه النتائج بدأ يتجه ليكون صاحب جميع السلطات وأن ينظر لنفسه أنه فوق الجميع، غير أن الرقيب الداخلي سواء من الخصوم والأنصار لا يمكن قبوله أن تذهب البلد إلى سلطة مطلقة بيد رجل، لكن هل الأحداث خارج عيون ورسم السيناريوهات الخارجية للإطاحة بزعيم غير مقبول؟ نتائج مجريات أحداث المستقبل هي الكاشف وعليها تبنى النتائج.