• اللجنة التي شكلت مؤخرا من قبل سمو الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، لدراسة الأوضاع المالية والإدارية في نادي الاتحاد، استطاعت في غضون أيام اكتشاف وجود إخلال جسيم و «متراكم» فيما يتعلق بتطبيق الأنظمة واللوائح، يمتد اقترافه لسنوات وفترات رئاسية تعاقبت مؤخرا على هذا النادي الرياضي العريق، قبل أن يتحول بسبب هذا الإخلال وتراكمه إلى ضحية، أو بالأحرى أول الضحايا. •• وبسبب هذا التراكم أصبحت «تركة العبث» متشعبة. فجاء قرار سموه بتمديد فترة عمل وأعمال اللجنة.. كل هذا وسواه يضعنا أمام حقائق لا تقل أهمية وخطورة عما كشفته اللجنة من أهمها: •- الأنظمة واللوائح والتعليمات، مهما كانت شموليتها وقوتها ودقتها على مستوى أي مجال من المجالات، يتوقف نجاحها وجدواها على مدى الالتزام في العمل بها ومن خلالها «التطبيق» من قبل الإدارات المعنية بها والتي نعني بها هنا إدارات الأندية الرياضية. • ــ على مستوى أي مجال من المجالات يفترض وجود فريق عمل مختص ومتخصص يقوم بزيارات متوالية لكل إدارة، للوقوف على عملها وأعمالها، ومدى التزامها بتطبيق التعليمات والأنظمة واللوائح، أي أن عملية القياس والتقويم تتم أولا بأول، وبالتالي يتم التغلب على السلبيات أيضا، أولا بأول. •ــ إذا ما افتقرت أي إدارة أو مرفق في أي مجال لمثل هذه «المتابعة» الدائمة والهادفة من قبل هذه الفرق واللجان المسؤولة، يصاب «ترمومتر التطبيق» بالغياب أو التغييب، وفي ظل هذا «الخلل» لا يصبح عمل وأعمال هذه الإدارة عرضة لحدوث وتكرار واستمرار الأخطاء وتراكمها وتفاقمها فحسب، بل يصبح أيضا هذا الخلل مدعاة للإخلال وعدم الالتزام بما نصت عليه تلك الأنظمة واللوائح. • ــ لذلك نجد في حل الأزمات التي تحدث سواء في المجال الرياضي أو سواه. ليس سببها عدم وجود التعليمات واللوائح والأنظمة، بل هي موجودة ومعتمدة ومبلغة وواضحة أوضح من الوضوح نفسه، إلا أن الخلل يكمن في عدم تعزيزها بـ «ترمومتر التطبيق» أولا بأول. • ــ كارثة سيول جدة وضحاياها التي وقعت في 1430/12/8 هجرية لم يكن سبب عدم الوقاية منها عدم وجود التعليمات والأنظمة لدى الإدارات المعنية، بل لوجود الخلل نفسه، وهو عدم وجود أو تفعيل «ترمومتر التطبيق»، فنجم عن هذا الخلل إخلال ظل يتراكم ويستشري كالسرطان في الجسد، وبعد وقوع الكارثة جاء قرار «ردة الفعل» بلجنة التقصي والتحقيقات التي لا زالت تتواصل حتى الآن، لأن الكارثة كانت محصلة خلل ترتب عليه إخلال لم يوقف استمراره إلا وقوع الكارثة وبالتالي تشعبت ملابساتها ومتسببوها. •ــ وعلى مستوى المجال الرياضي، لو أن مثل هذه اللجنة فعل دورها لمتابعة الأندية الرياضية أولا بأول ما حدث الذي حل بأول ضحايا هذا الخلل.. والله من وراء القصد. • تأمل: ظاهر العتاب خير من باطن الحقد. فاكس 6923348 Management