×
محافظة تبوك

أهالي وادي الأسمر يخلدون ذكرى "زهرة تبوك" " بـ "وادي لمى"

صورة الخبر

كثيرا ما أتساءل هل هناك تأثير تم على مدى أكثر من خمسين عاما على المجتمع السعودي على المستوى الثقافي والمعرفي وهل ساهم هذا التأثير في خلق مساحات كبيرة من الوعي بالأشياء والعالم وانعكس كذلك - أي هذا التأثير - على السلوك العام. لا شك أن حركة التعليم ساهمت في صياغة أجيال سعودية ووسعت من القاعدة المتعلمة داخل المجتمع وعبر فئات وشرائح المجتمع المختلفة ولكن ما نعنيه هنا تأثير المؤسسات الثقافية في خلق مساحة من الوعي الثقافي إضافة إلى التعليم الذي هو نتيجة طبيعية وناتج لخطط رسمية لأحد أبرز وأهم مخرجات العمل التعليمي والتربوي. لكن الثقافة في معناها الواسع والحر من حيث كونها تحصيلا معرفيا بمجهود فردي خاص يأتي من القراءة الحرة التي هي خارج المنظومة التعليمية. التعليم شيء والثقافة شيء آخر، التعليم تحصيل معرفي وعلمي يأتي داخل أطر معينة وأسس معينة، لكن الثقافة المتصلة بثقافة الأمم والشعوب والمرتكزة على الإبداع الشخصي فكرا وشعرا ورواية وقصة وفنا وموسيقى هي الأكثر انفتاحا والأكثر اتساعا. إن تأثير المؤسسات الثقافية السعودية في المجتمع تأثير ضعيف وليس بالمستوى المطلوب والمؤمل بالرغم من بروز نخب ثقافية وأدبية وفكرية وإبداعية لكن تظل مسألة الثقافة في أساسها مرتبطة من حيث تأثيرها بالقاعدة الشعبية بالجماهير بالبسطاء الذين ينبغي أن يكونوا هدفا أساسيا لمشروع ثقافي يتجه إلى هذه القاعدة الشعبية والجماهيرية العريضة من أجل صياغة وعي اجتماعي عام. أن الثقافة ليس حالة من الترف لا يمكن انحسارها واختصارها في نخبة معينة ولكنها حالة من الوعي الاجتماعي العام ترتبط بالنخبة والجماهير. وإذا كانت الثقافة إنتاج معرفي ودور المثقف لا بد أن يرتفع إلى مستوى المسؤولية في إنتاج هذه المعرفة وهذه الثقافة فإن دور المؤسسات الثقافية والمراكز التي تمثل مصادر المعرفة هو توسيع دائرة الوعي من أجل أن يكون لدى الفرد الوعي والإدراك لما يحصل حوله وما يجري أمامه، ذلك أن الوعي الحاد بالأشياء هو ناتج ثقافة ومعرفة وبالتالي هي القادرة على صناعة عقلية مثقفة ومتفتحة وقادرة على الفهم وقراءة الحياة والعالم.