تستعد القوات العراقية لشن "هجوم كبير" في مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة، في وقت اكدت واشنطن امس أنها تساند بغداد في معركتها مع القاعدة رافضة امكان نشر جنود اميركيين على الارض. في موازاة ذلك، أعلن نائب رئيس الاركان الايراني الجنرال محمد حجازي ان بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة فرانس برس امس ان "القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الان لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة". وأضاف "الجيش حاليا ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح الى أماكن اخرى قبل شن الهجوم لسحق الارهابيين"، رافضا تحديد موعد بدء الهجوم. بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان في تصريح لفرانس برس "لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة ان تنتظر القادم". وكانت القوات الامنية العراقية خسرت السبت الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وتدور اشتباكات متقطعة عند اطراف الفلوجة فيما يعم الهدوء مركزها، وسط استمرار نزوح العائلات خوفا من المعارك المقبلة. وفي الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، تدور اشتباكات متقطعة ايضا منذ الصباح داخل المدينة بين القوات الامنية ومسلحي العشائر من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة ثانية، بحسب مراسل فرانس برس، غداة تحقيق القوات الحكومية تقدما فيها. وتعمل القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر على طرد مقاتلي "داعش" من آخر المناطق التي يسيطرون عليها وخصوصا تلك الواقعة في شرق المدينة. وقال غيدان لفرانس برس ان "المدينة تم تطهيرها بشكل كبير لكن هناك بعض الجيوب يجري معالجتها الان، وهي محاولة من داعش للاستمرار كي يحصلوا على دعم من خارج المدينة ومحاولة اسنادهم بعد طردهم منها وقتل العشرات منهم". واعلن غيدان مقتل 11 مقاتلا افغانيا ومن جنسيات عربية مختلفة على الطريق السريع المؤدي الى الفلوجة من بغداد، بعد يوم من مقتل 55 مقاتلا من "داعش" وثمانية عسكريين ومسلحين اثنين من العشائر التي تقاتل التي جانب القوات الحكومية. وذكر من جهته شاهد عيان لفرانس برس ان تنظيم "داعش" تمكن امس من السيطرة على قرية البوبالي شرق الرمادي بعد معارك مع قوات حكومية ومسلحي العشائر. وهذه اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار التي تتشارك مع سورية بحدود تمتد لنحو 300 كلم منذ سنوات وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي عام 2003. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي امس في القدس "سنقف الى جانب حكومة العراق التي تبذل جهوداً ضد القاعدة، وهذا الامر حددناه من قبل". واضاف "سنساعدهم في معركتهم وهي معركة عليهم الفوز فيها في نهاية المطاف"، مؤكدا ان الولايات المتحدة "لا تفكر في نشر قوات على الارض". في موازاة ذلك، قال نائب رئيس الاركان الايراني الجنرال محمد حجازي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (ارنا) "اذا طلب العراقيون ذلك فسوف نزودهم بالعتاد والمشورة ولكنهم ليسوا بحاجة الى جنود". واضاف ان الجانب العراقي لم يقدم "طلبا لاجراء عمليات مشتركة ضد الارهابيين التكفيريين"، في اشارة الى مقاتلي القاعدة.