×
محافظة المنطقة الشرقية

أمطار الخفجي تدهم منازل وتعطل مركبات

صورة الخبر

مع بداية العام الميلادي الجديد عادت حكاية الاحتفال بالعام الجديد، كالمعتاد نحن اكثر احترافية بالفتوى الفردية، العالم يحتفل بعام جديد ونحن لازال بيننا من يقول انه عيد الكفار ومن الحرام تقليدهم، تناسى الكثيرون معنى الفرح، يدمجون صورة ما يحدث في حلب واحتفالات دبي ويتحسرون على وضع الامة الاسلامية والكثير منهم ابعد عن تطبيق ابسط المفاهيم الاخلاقية والادبية ..!! في برنامج زيارة صحفية مع معالي رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على قناة العربية شاهدنا الجانب الآخر لشخصية من يقود الجهاز الاكثر حساسية في بلادنا، لم يكن متعصبا وكان بسيطا وكانت لحظات اللقاء معه دروسا مباشرة لمن يعملون بهذا الجهاز، في طريقة التعامل مع الآخرين، مخاطبته للفتيات العاملات بالاسواق بكل ابوة واحترام، حديثه مع الشباب ببساطة وتلقائية في ارجاء السوق بدلا من اعتبار مجرد وجودهم جريمة، جميع ما تم هو ما نحتاجه لتغيير ثقافة الفرح داخل انفسنا. ماذا يعني ان تخصص اياماً لتستقبل الفرح، لماذا نعتبر الفرح دخيلًا على حياتنا رغم اننا افضل من الشعوب الأخرى كثيرا، نحب الجانب السوداوي في حياتنا، ونفرح خلف الابواب المغلقة فقط، لكي لا تضيع هيبتنا وبرستيجنا، فمن الطريف انني اشاهد حاليا في الرياض خصوصا محاولة كسر تحويل حفلات الزواج من حفلات (صامتة) الى اكثر فرح من خلال احضار الفرق الشعبية، ولكن تخيلوا ان الكثير يحضرونها ولا يتعدى فيها لحظات الفرح الا دقائق معدودة، فيصبح وجودها مجرد ديكور..!! منذ سنوات كتبت عن ثقافة الفرح وطلبت ان نغيّر المسميات لكي نفرح، الامر بسيط حولوا مسمى عيد الميلاد الى يوم الميلاد وحولوا اعياد السنة الجديدة لايام السنة الجديدة، ولكن بشرط ان تفرحوا، من المحزن ان نجرم اي دعوة للفرح، واعتبارها من الفسق والفجور، والطريف ان من يجرمنا يدور في تفكيره مفهوم محدود بالفرح لانه للاسف ينظر لهذا الامر من زاويته الضيقة. من المخجل ان يسألك اعلامي خليجي عن منع بيع الورود الحمراء، ومن الطريف في الوقت نفسه ان تكون الرحلات المغادرة من المملكة الى دبي للاحتفال بالعام الجديد ممتلئة بالمسافرين لكي يعيشوا الفرح، تناقضات نعيشها، لم نتغير رغم تطورنا كمجتمع نصنف الاول دائما بعدد السياح المغادرين واخيرا حققنا لقب اكثر الشعوب تغريدا على تويتر ودون منافس. نحتاج بالفعل لدروس في مفهوم التناقض في شخصيتنا، لكي نعرف الفرق ما بين الفرح العفوي باستقبال يوم جديد او عام جديد واعتبار البعض ان ذلك محرم، والفرق ما بين الكيك الفاخر لاحتفال ذلك الشيخ بعدد متابعيه على تويتر ووجود اغلى الجوالات وافخم الشنط النسائية على طاولة الشيخ المحتفل والتغاضي عن ذلك، نحتاج ان نكسر هذا التناقض لنعرف فقط معنى ان نفرح فقط!.