×
محافظة المنطقة الشرقية

أنصار “حزب الله” ببيروت يحتجون على فيديو ساخر بثته فضائية سعودية

صورة الخبر

أمام ما تبقى من لبنان يصبح اتخاذ موقف حازم وواضح أمرا ضروريا وملحا، لم يكن الانهيار اللبناني داخليا فقط لقد وصلت إثاره إلى المحيط العربي الذي طالما احتضن لبنان في أوجاعه وفي كل تصدعاته يبدو أن القوى السياسية في لبنان أصبحت أقل قدرة على التأثير في واقعها الداخلي وأكثر تسليما وخوفا من مواجهة حالة الاختطاف التي يعيشها لبنان بعد أن هيمنت عمامة السيد وعساكره وميليشياته على الفضاء السياسي اللبناني، قوى الرابع عشر التي ثارت على الوجود السوري في لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري فيما سمي بثورة الأرز وضعت لنفسها أهدافا تتمحور حول قيام دولة لبنانية تعتمد على المؤسسات والقانون وتسعى لبناء دولة المواطنة ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق. بالمقابل، ومع تصاعد الأحداث في المنطقة واتساع ارتداداتها في لبنان واصلت حكومة حزب الله إحكام قبضتها السياسية والأمنية على البلاد واستثمرت أكثر من حدث لاستعراض تلك القوة وقطعت طريق المطار أكثر من مرة ونشرت عناصرها المسلحة ومارست الإرهاب والتفجيرات والاغتيالات وصولا إلى تعطيل الرئاسة والتسبب في هذا الفراغ الرئاسي الذي يعيشه لبنان منذ سنوات. الموقف الذي اتخذته المملكة لوقف الهبة الموجهة لمساعدة الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وما تبعها من مواقف خليجية إنما كانت أزمة من أجل لبنان ولم تكن أزمة معه وحين اجتمعت القوى السياسية اللبنانية وتلا رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بيانا إنشائيا أفسده عليه بعد ذلك بساعات وزير الخارجية جبران باسيل في مشهد يؤكد أن لبنان بات فارغا من قوى سياسية قادرة على تغيير الواقع على الأرض. لماذا لم تتجه كل القوى السياسية اللبنانية المناوئة لهيمنة حزب الله إلى الشارع؟ هذا هو مناط القوة الأبرز الذي يمكن من خلاله مواجهة احتلال حزب الله للبنان. والواقع يؤكد أنه ليس من بلد جدير بالثورات والمظاهرات مثل لبنان الآن، لقد حققت ثورة الأرز نصرا كبيرا بإخراج الجيش السوري من لبنان وقد حان الوقت لثورة لبنانية كبرى ضد هذا الاحتلال وفي حال تحركت قوى الرابع عشر من آذار بهذا الاتجاه ستجد كل دعم خليجي وإقليمي، إنها الثورة الوحيدة المنطقية في العالم العربي، ‏هنا أستعير جملة للكاتب الزميل أحمد عدنان: فمن لا يستطيع الوصول إلى بعبدا من ساحة النجمة يصل من ساحة الشهداء. عدا تلك الثورة سيظل لبنان تحت الاحتلال وتظل بقية القوى السياسية مجرد صوت محبط خصوصا حين تتلخص مواقفه السياسية في البيانات والدعوة لتوقيع العرائض.