كشفت نتائج إحصاءات أنّ تلوّث الهواء في بريطانيا يتسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص سنوياً، بالإضافة إلى أضرار بلغت قيمتها نحو 20 بليون جنيه استرليني. وقدمت الكلية الملكية للاطباء بالتعاون مع الكلية الملكية لطب الاطفال، تقريراً استعرضا فيه التأثيرات الناتجة عن تلوث الأماكن المغلقة وتزايد أضرارها على صحة الأطفال. وقال البرفيسور وخبير أمراض الربو في جامعة «ساوثامبتون» والقائم على إعداد التقرير ستيفن هولغيت: «حينما يتعرض الأشخاص لأمراض متعلقة بتلوث الهواء ويمكنهم تجنبها، يتوجب علينا رفع أصواتنا». وأضاف هولغيت: «نحن نعلم بأن تلوث الهواء يتسبب في حدوث أمراض مزمنة وتعمل أيضاً على زيادة ضربات القلب». وتابع: «هناك أدلة تؤكد أن مرض الربو المزمن عند الاطفال والبالغين مرتبط بتلوث الهواء». وأفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، نقلاً عن التقرير المشترك، أن التدخين وأفران الغاز وسخانات المياه، إضافة إلى استخدام المواد الكيماوية ومعطرات الجو، أهم مصادر التلوث الحاصل في الاماكن المغلقة، لافتة في الوقت نفسه إلى أن الغبار المتراكم على أثاث المنزل ومخلفات الحيوانات الاليفة تلحق اضراراً مشابهة بالصحة. وتتسبب عوادم السيارات في وفاة 40 ألف شخصاً سنوياً، في حين تسبب تلوث الهواء في الأماكن المغلقة في وفاة 99 ألف شخص في قارة أوروبا العام 2012. ويُعد الأطفال الصغار والأجنة في بطون أمهاتهم أكثر المتضررين من تلوث الهواء خصوصا في البلدان النامية التي سجلت اصابت في مناطق مختلفة من الجسد مثل الدماغ والقلب والرئة، وأثرت أحياناً على نظام المناعة وإفراز الهرمونات لدى بعض الاشخاص. من جهته، قال الطبيب في الكلية الملكية للاطباء أندرو غودارد: «إتخذنا إجراءات لمعالجة مشكلة تلوث الهواء في بريطانيا والتي من شأنها تخفيف ألم ومعاناة كثير من الناس لديهم أمراض مزمنة». ويتعرض كثير من الاشخاص في المملكة المتحدة إلى مستويات مرتفعة وغير قانونية من تلوث الهواء في الوقت الحالي، بعدما خسرت الحكومة قضيتها أمام محكمة العدل العليا حول تلوث الهواء في العام 2015. ودعت بريطانيا إلى خطة من أجل مكافحة تلوث الهواء والاضرار الناجمه، التي في حال قدر لها النجاح ستُخفض نسبة التلوث إلى مستويات قانونية في مدن المملكة كافة بحلول العام 2020 وفي العاصمة لندن بحلول العام 2025. وكانت المملكة المتحدة أعلنت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، إغلاق جميع محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول العام 2025، في خطوة تهدف الى استبدال الفحم بالغاز الطبيعي، وتبنت دول أخرى الخطة نفسها للحد من الانبعاثات المسؤولة عن تلوث الهواء. ونشرت لجنة التدقيق البيئي في البرلمان تقريراً حول جودة الهواء في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، دعت فيه إلى نظام ضرائب أقل محاباة لمركبات «الديزل» وذلك لتثبيط انبعاثات الملوثات. وحضّت اللجنة، الحكومة أيضاً على أن تقدم من دون تأجيل إطار عمل قومي لمناطق منخفضة الانبعاثات ومخطط اعتماد للسيارات تلبّي معايير جودة هواء محددة. ومن المقرر أن تُصدر المحكمة العليا البريطانية حكماً نهائياً هذا العام يُلزم الحكومة التقيّد بقواعد جودة الهواء داخل الإتحاد الأوروبي. في السياق ذاته، سجلت الصين زيادة أعداد المصابين بسرطان الرئة وهي من المشكلات المتفاقمة في الصين منذ العام 2000 بسبب انتشار العوامل المؤدية إليه، والمتمثلة في تلوث الهواء بجسيمات خطرة، وشيخوخة السكان، وانتشار عادة التدخين في البلاد.