×
محافظة المنطقة الشرقية

المتسببون للأحداث المؤسفة بلقاء البحرين والبديع ستطالهم العقوبات

صورة الخبر

الشيخ الحاج «محمد علي» ابن الحاج زينل بن «علي رضا» أحد أعمدة بيت زينل التجاري، أفنى حياته في خدمة العلم والتعليم، وافتتح العديد من المدارس، عمل مع والده في الحجاز ثم سافر إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف لمواصلة طلب العلم، ثم ارتحل إلى الهند حيث كانت انطلاقته التجارية هناك واتسع نشاطه التجاري وافتتح مكاتب تجارية في الهند ولندن وباريس وبومباي، ولقب ب»ملك اللؤلؤ» إذ كان يقوم بشراء اللآلئ من الموانئ الخاصة في موسم الصيد في البحرين ودبي، ثم يصنف هذه اللآلئ بعد ثقبها وصقلها في عقود وحلي وبيعها حسب أصنافها في العواصم العالمية، وكان رحمه الله يصرف على مدارسه بسخاء مما تدر عليه أرباح اللؤلؤ، ولم يقف دوره عند هذا الحد بل ابتعث الكثيرين لمواصلة دراستهم بالخارج وأصبح لهم شأن لاحقا، وبالرغم من انهيار تجارة اللؤلؤ الطبيعي واستبدالها بالصناعي إلا أن الحاج محمد علي بن زينل رفض إشهار إفلاسه وأصر على سداد ديونه كاملة للبنوك كما تحمل خسارة مئة من كبار تجار اللؤلؤ الطبيعي، وبالرغم من خسارته لأكثر من 90% من ثروته فقد كان يقترض ليستمر في الإنفاق على ملاجئ الأرامل والأيتام وتحمل مصاريف التعليم في مدارس الفلاح وطلاب الابتعاث، كما أن الحاج محمد علي زينل كان عضوا في الحزب الحجازي الوطني الذي أدار شؤون الحجاز بعد حكم الأشراف عام 1926م. ارتبط بعلاقات وطيدة مع زعماء العالم وتجاوز خسارته ل90% من ثروته لينطلق في تجارة «الوكالات العالمية» عائلة زينل في بدايات القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الهجري كان زينل -الذي جاء اسمه اختصاراً لزين العابدين- يسكن أرض الحجاز كما كان أجداده الذين يروي عميد الأسرة السابق يوسف بن زينل بن "علي رضا" أنهم يعودون إلى قبيلة سهم القرشية، بيد أن "علي رضا" بن زينل الأول الجد الأكبر لآل "زينل" انتقل بحكم تجارته إلى السواحل الجنوبية الغربية لجمهورية إيران على سواحل الخليج العربي حيث القبائل العربية هناك، وأقام في بلد يقال لها "بستك" على الحدود الغربية القريبة من مدينة المحمرة - لعلها هي ما يعرف الآن بإقليم "خوزستان او عربستان "- وكان يحكمها حاكم عربي اسمه خزعل، وقيل إنهم سكنوا شط العرب لسنوات طويلة. وكان علي رضا على علاقة مع حاكم الولاية التي يقطن فيها، بيد أن العلاقة توترت فيما بين الاثنين ما دعا حاكم الولاية للقبض على "زينل" الابن البكر لعلي رضا حتى استطاع والده بعد مدة أن يحتال لإخراج ابنه من الحجز الذي فرضه عليه حاكم الولاية، وفعلاً تم له ذلك فسارع لإرساله وأخويه عبدالله وحسين مع قافلة بحرية متجهة إلى الحجاز بمعية رجل الأعمال "علي الزاهد"، وهناك بدأ زينل تجارته مع الزاهد وتصاهرا وارتبطت الأسرتان بروابط الرحم والتجارة، وذكر محمود رضوان في كتابه " قالوا عن محمد علي زينل مؤسس مدارس الفلاح" أن أسرة آل زينل شافعية المذهب تعود بجذورها إلى قبيلة سهم القرشية – كما قال بذلك صالح العمودي في بحث له عن هذه الأسرة- وكان زينل بن "علي رضا" والد "محمد علي" مشهورا بالفضل والإحسان وبإعمال البر وأمه هي آمنة بنت علي الزاهد امرأة صالحة تربت في بيت علم وتجارة وعرفت هي أيضا بأعمال البر ومساعدة أصحاب الحاجات، وكان اسمه مركباً على عادة أهل الحجاز وكثير من المسلمين. تجارته كان لقب الحاج يطلق على كل من يقصد الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولذا فقد لقب زينل بن "علي رضا" بهذا اللقب، لاسيما وأن أبناءه عادوا لسكنى الحجاز واستقروا به حيث كان ل "علي رضا" من الأبناء كل من "زينل" -وهو اختصار لزين العابدين- و"عبدالله" و"حسين"أما زينل فكان صاحب السبق في تجارة العائلة وهو مؤسس البيت التجاري لها منذ عام 1845م، حين قدومه للحجاز، وقد بدأ "زينل" تجارته بالأقمشة و"الأرزاق" حيث يستورد البضائع من "مومبي "بالهند إلى أن أسس له مكتباّ تجارياّ هناك لتزويد تجارته بالحجاز، كما استقطب بعض الوكالات البحرية التجارية وأنشأ ما يعرف ب"الكبانية" وهو المكان الذي يعد مقراً للتعاملات مع السفن التي تنزل في جدة، وقد تميز زينل عن منافسيه بأن لديه موظفين من الإنجليز، ولذا فقد كان بعض منافسيه يجتمعون عنده في "الكبانية" للحصول على ترجمة البرقيات التي تصلهم، ولذا فقد سارع "زينل" في توظيف عدد من الأفراد لخدمة هؤلاء التجار كنشاط تجاري مكمل لعمله وعمل منافسيه، ويذكر أن "زينل" كان يتحرى الأمانة والدقة وحفظ أسرار التجار إلى حين توفي -رحمه الله- عام 1348ه، وبوفاته حولت المسؤولية التجارية باسم الحاج عبدالله وكان يصغر أخاه زينل بخمسة عشر عاماّ، أما أبناء زينل فهم "محمد علي" ثم "قاسم" ثم "يوسف" الذي تولى مسؤولية العائلة أو رئيس لمجموعة زينل إلى حين وفاته وصلى عليه الملك سعود بالحرم المكي الشريف وكان له من الأبناء كل من إبراهيم الممثل التجاري لحكومة المملكة في عدد من الدول، كما كان له من الأبناء محمد وأحمد وحمود وكلهم تقلدوا مناصب حكومية وتجارية خاصة، أما "محمد علي" -محل البحث- فهو الابن الأكبر لزينل صاحب مدارس دار الفلاح، وأما قاسم فكان مبعوث حكومة الأشراف في البرلمان التركي، وبالعودة إلى الجد الأكبر "علي رضا" فقد كان له اثنان من الأبناء "زينل" سالف الذكر، وعبدالله وهو شقيق زينل وقد تبادل الأخوان مهامهما بحيث كان زينل متفرغاّ لتجارة العائلة أما عبدالله فقد كلف بالمهام والوظائف الرسمية داخل الحكومة وقد تقلد منصب قائم مقام جدة في عهد الأشراف وقد أقره الملك عبدالعزيز في منصبه مع دخوله مدينة جدة هو الذي فاوض الملك عبدالعزيز وسلم له مفاتيح جدة بمشورة أعيان ووجهاء البلدة، بل إن الملك عبدالعزيز عينه مستشاراّ له مع بقائه بمنصبه، واستطاع عبدالله أن يطور ويتابع أعمال شقيقه حيث أسس للشركة هيكلها التجاري وهي إلى الآن تحمل اسم "شركة الحاج عبدالله علي رضا" في حين عرفت العائلة باسم "عائلة زينل"، وقد توفي الحاج عبدالله "رحمه الله" في الطائف وقد ناهز السبعين وصلى عليه الملك عبد العزيز في جامع ابن عباس بالطائف ودفن هناك بمقبرة ابن عباس وكان له من الأبناء محمد وهو أول من أنشأ فكرة الغرفة التجارية كما أنه أول من انتخب كرئيس لاتحاد الغرف التجارية بالمملكة ، ثم أصبح أول وزير للتجارة في عهد الملك سعود كما عمل سفيرا للمملكة في فرنسا، وفي محيط العائلة فقد كان محمد بن عبدالله بن علي رضا رئيساً لمجموعة آل زينل إلى حين وفاته عام (1982ه)، أما الابن الثاني لقائم مقام جدة عبدالله بن علي رضا فهو "علي" الذي عين وزير دولة في عهد الملك سعود، كما أنه رافق الملك فيصل في كثير من رحلاته الدولية، وكان سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية، أما الابن الثالث والأخير للجد "علي رضا" فهو "حسين" الذي يصغر أخويه "زينل" و"عبدالله" بالسن بيد أنه يشاركهما الطموح والنجاح، وإن استقل بتجارته حيث أنشأ شركة متخصصة ووكالة للسيارات والمعدات عرفت باسمه وباسم أبنائه وأحفاده إلى يومنا هذا. أول سجل تجاري تعود تجربة عائلة زينل التجارية إلى أكثر من 170 عاما، وكان لها السبق والريادة في الحصول على السجل التجاري الأول في المملكة حيث أسّس الحاج زينل علي رضا أول شركة تجارية في جدة عام 1286ه، كما أنها سجلت في عهد الدولة السعودية بسجل تجاري رقم 1، وكانت الشركة تقوم بإدارة ميناء جدة وكبرى شركات الملاحة البحرية في ذلك الوقت، وبعد وفاة الحاج زينل تم تحويل الشركة إلى اسم أخيه الحاج عبدالله علي رضا بعد موافقة أفراد العائلة، وقد قام الحاج عبدالله بإدارة الشركة مع أخيه الحاج حسين، إلى أن قرر الأخير الانفصال وتأسيس شركة الحاج حسين علي رضا المعروفة إلى وقتنا الحاضر. نشأته وتعليمه ولد الحاج "محمد علي" زينل في جدة عام 1301ه، ونشأ في بيئة محافظة متمسكة بآداب الدين والفضيلة، وهناك قرأ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الفقه والعلوم الشرعية، كما تعلم القراءة والكتابة، وبعد أن عكف والداه على تعليمه دربه والده على التجارة كبقية أفراد الأسرة، فأرسله وهو في مقتبل العمر إلى الهند لإدارة بعض أعمالهم التجارية هناك، ولكنه لم ينسجم مع هذا العمل، فقرر الذهاب إلى القاهر للالتحاق بالأزهر الشريف، لرغبته في مواصلة تعليمه، وفي القاهرة وقبلها في جدة نال حظا وافراً من العلم، وكان يخطب باللغة العربية الفصحى ويجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والفارسية والأوردية، كما كان -رحمه الله- حريصاً على مساعدة الفقراء وسد احتياجاتهم، وداعماً للأعمال الخيرية والتوعوية، ولذلك فقد أسس أول ناد بالمفهوم العصري ويسمّى "نادي الصلاة"، يشرف مع أخيه عبدالله علي رضا وكبار رجال جدة على الأنشطة المتمثلة في صلاة الجماعة والشعر والأدب والتاريخ ومتابعة الأعمال الخيرية، وكذلك رياضة رمي الجلة حتى أطلق عليه حينها لقب "أبو الفقراء". ملك اللؤلؤ عرف "محمد علي" زينل منذ العهد العثماني بتجارة اللؤلؤ فقد كان يشتريها من الموانئ العربية بمواسم الصيد، ثم يقوم بصقلها ونظمها في عقود وحلق وأساور ويبيعها في العواصم العالمية حتى لقب بملك اللؤلؤ، وبظهور اللؤلؤ الصناعي "الياباني" تعرض الحاج "محمد علي" لخسارة كبيرة أفقدته ما يقارب من 90% من تجارته، بيد أنه رفض إعلان إفلاسه، واستمر في التنوع التجاري والاستثماري، ليبدأ في تسديد ديونه شيئاً فشيء حتى أنه كان تحمل خسارة مائة تاجر من كبار تجار اللؤلؤ، واضطر في بعد الأوقات للقروض لسداد ديونه، وهو مع هذا مستمر قدر ما يستطيع في الإنفاق على أعماله الخيرية والتعليمية المنتشرة في عدد من البلدان العربية والعالمية، وفي بحث أعده الإعلامي والمؤلف صالح العمودي ذكر فيه أن الحاج "محمد علي" زينل كان قد أرسل بعض الطلاب النابهين إلى الدراسة في الهند وتكفل بمساعدة أسرهم على المعيشة سواء في جدة أو مكة، وأشار إلى أن الحاج انطلق براتب لا يزيد على 10 روبيات ليصنع إمبراطورية تجارية واسعة في تجارة اللؤلؤ والألماس والأحجار الكريمة،وقد امتدت علاقاته التجارية إلى الهند مركز بيع وتصدير اللؤلؤ ثم إلى أنحاء العالم، وافتتح له مكتباً دائماً في فرنسا في عام 1920 م ، يدير من خلاله تجارته في تسويق وبيع اللؤلؤ . علاقات واسعة وصفه محمد علي مغربي في كتابه "أعلام الحجاز" الحاج محمد علي زينل بأنه رجل " قوي الشخصية وهبه الله مهابة وأسبغ عليه محبة، وهو معتدل الجسم وسط بين الرجال لا بالطويل ولا بالقصير مستدير الوجه ابيض اللون واسع العينين أقنى الأنف، يضع نظارة ذهبية على عينيه ويرتدي الجبة والعمامة الحجازية وقد احتفظ بلباسه هذا حتى في زياراته الكثيرة إلى أوروبا، وكان للحاج محمد علي زينل علاقات واسعة مع أصحاب القرار والنفوذ في مختلف دول العالم وهذا ما تؤكده المراجع حيث تربطه علاقات وطيدة بكل من الشريف حسين والملك عبدالعزيز، والملك فاروق، والرئيس جمال عبدالناصر، والملك فيصل الأول ملك العراق، والملك عبدالله ملك الأردن، والملك أمان الله ملك أفغانستان، ثم الملك نادر شاه وإمبراطور إيران رضا بهلوي وسلطان حضرموت القعيطي، والرئيس الهندي أبو الكلام آزاد، والرئيس العراقي عبدالرحمن عارف وكافة أمراء الخليج العربي، كالشيخ محمد الخليفة، والأمير عبدالله السالم الصباح والشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي استقبله ذات مرة ب (21) طلقة احتفاء بزيارته، ويعتبر الحاج محمد علي زينل في الوعي الهندي، "التاجر العربي الذي ساهم في تنمية الهند القومية" إذ كان صديقا شخصيا ل "جواهر لآل نهرو" أول رئيس وزراء في الهند، إضافة إلى تأسيسه جمعية الصداقة العربية الهندية التي قدمت الدعم للجمعيات والهيئات التعليمية والاجتماعية في أرجاء الهند. مدارس الفلاح أوردت المصادر بأن الشيخ الحاج "محمد علي" زينل أسس مدارس الفلاح في جدة عام 1905 م ، وهي نواة التعليم النظامي بالجزيرة العربية، واستمر في الصرف عليها إلى حين تكفلت بها وزارة المعارف فيما بعد، ومنذ إنشائها كان التعليم بها مجانياً للجميع وقد ألحقها الحاج "محمد علي" بفروع في كل من مكة المكرمة عام (1909م)، ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت وكان لهذه المدارس السبق -بعد حلقات الحرمين الشريفين- في تخريج جيل الرواد من العلماء والأدباء والمفكرين وكبار موظفي الدولة في العهد السعودي، إضافة إلى كبار الدبلوماسيين والتجار والمستشارين وأعضاء مجلس الشورى، وقد جاءت فكرة إنشاء هذه المدارس بعد الشعور بحاجتها الملحة حيث قام الحاج "محمد علي" زينل باستئجار حجرة في إحدى المنازل وجعلها نواة لمدارسه التي قام بتأسيسها فيما بعد، ومن ضمنها مدارس الفلاح في كل من جدة ومكة المكرمة، وقد تكفل الشيخ محمد علي زينل وأصحابه عبد الرؤوف جمجوم ومحمد صالح جمجوم ويحيى السالم ومحمد صالح أنور بمهمة إيصال الأبناء من وإلى منازلهم، في أجواء تعاونية وتكافل اجتماعي يحتذى به، وبعد مدة ليست بالقصيرة تقدم هؤلاء الرواد بطلب تصريح للمدرسة وفعلاً تم الحصول عليه ما دعاهم إلى إظهار نشاطهم أمام العلن ما زاد من توسع المدارس وزيادة المصاريف التي تجاوزت ميزانية الحاج "محمد علي" الشخصية التي لم تكن تتعدى العشرة جنيهات –في بادئ الأمر- والتي كان يقبضها من والده نظير مساعدته في التجارة، بيد أنه حين وجد المبنى المناسب الذي يكون مقراً لمدارسه قد عرض للبيع سارع في البحث عن المال الذي يكفيه لسداد الإيجار، ولما علمت زوجته وهي ابنة عمه خديجة بنت عبد الله علي رضا بادرت إلى بيع مجوهراتها وقدمتها له ليشترى المبنى،وبعد مدة سافر "محمد علي" إلى الهند ونجح في تجارة اللؤلؤ، وأصبح اسمه يقارع أسماء كبار التجار بل أنه لقب ب "ملك الؤلؤ" وكل هذا عاد على مشروعه التعليمي بالخير الجزيل فبدأ بسداد ديونه وتوسع في مدارسه فأصبحت تستقبل أعداداً أكبر من طلاب العلم وهيأ لها الخدمات والمرافق الخاصة والمكملة، ثم قام بتأسيس مدرسة الفلاح في مكة المكرمة سنة 1330ه، وقام أيضا بتأسيس فروع أخرى، في بومباي سنة 1350 ه ، وعدن ودبي سنة 1347 ه ، والبحرين. وابتعث الحاج محمد علي زينل أوائل المتخرجين إلى الهند، وقدّم لهم رواتب مغرية في سنة 1348ه وقد بدأ ببعثتين من خريجي مدارس الفلاح بمكة المكرمة وجدة بعثهما إلى بومباي- مقر عمله الرئيسي- إحداهما تجارية لدراسة الشؤون التجارية عملياً. والأخرى علمية للتخصص في علوم الدين الإسلامي، وقد نظم من المبعوثين مدرسة عليا تحت إشرافه المباشر ببومباي وتعاقد مع علماء كبار متخصصين جلهم من الشام والبلاد العربية والإسلامية ليقوموا بواجب تعليمهم وتثقيفهم ثقافة إسلامية وعصرية، وكان يخالط الطلاب ويتعامل معهم كأبنائه وفي نيته أن يوالي البعثات العلمية دائماً بطريقة منتظمة ومستمرة إلا أن ظروفه المالية لم تساعده، بعد انهيار سوق اللؤلؤ الطبيعي كما ذكرنا، ويروى أنه حين علم الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- بالصعوبات المالية التي تعرض لها الحاج محمد علي زينل بعد انهيار سوق اللؤلؤ, أمر بفرض رسم جمركي بنسبة 1% على جميع الطرود الواردة إلى موانئ المملكة لتكون حصيلة ذلك لصالح مدارس الفلاح، وعرف ذلك بمشروع "قرش الفلاح". وفاته توفي الحاج محمد علي بمدينة "مومباي" الهندية في الثاني من شعبان عام 1389 ه عن عمر يناهز التسعين عاماً، تاركاً ثلاثاً من البنات هن حفصة وآمنة ومريم، وكان الملك فيصل قد أرسل له طائرة لنقل جثمانه لولا أنه -رحمه الله- كان قد أوصى أن يدفن بالأرض التي يتوفى بها رحمه الله .