×
محافظة المدينة المنورة

وزارة الداخلية: 6 أشخاص استدرجوا وكيل الرقيب بدر الرشيدي وقتلوه غدرا

صورة الخبر

كتبت - رشا عرفه : السرقة من أكبر المشاكل التي تواجه أولياء الأمور مع الأطفال خاصة أن هذه الآفة تبدأ بسيطة كأن يرغب الطفل في امتلاك ما بيد غيره، وقد تبدأ بسرقة لعبة أو قطعة حلوى لكنها تتطور سريعا وتصبح سلوكا وجزءا من شخصية الطفل اذا لم يتدخل الأهل سريعا ويحاولون تقويم الطفل وتوجيهه بشكل صحيح .. فالسرقة من أكثر المشاكل السلوكية التي تؤرق الأهل وتصيبهم بالإحباط وينظرون إليها على أنها مصيبة حلت بالأسرة، وقد يدفعهم ذلك الى التصرف بعنف مع الطفل، وهو ما حذر منه الأستاذ أحمد عبدالله العيس الاستشاري النفسي الذي أكد، في حوار مع الراية ، ضرورة تعليم الأطفال الفرق بين الملكيه الخاصة وملكية الآخرين وتنشئتهم على القيم الحميدة. وعرف العيس السرقة بأنها محاولة الطفل امتلاك شيء يشعر أنه لا يملكه، وعليه يجب توعية الطفل بأن أخذه شيئا ما يتطلب إذنًا معينًا لأخذه، وإلا اعتبر سرقة، مبينا أن الطفل لا يدرك تمامًا مفهوم السرقة وأضرارها على المجتمع ونظرة الدين والقانون والأخلاق إليها. وتابع : السرقة تقلق الأهل أكثر من غيرها من السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال، وهو ما يدعوه الأهل بسلوك المجرمين، وبالتالي فإنهم يظهرون اهتمامًا كبيرًا، ويتعلم الأطفال أن السرقة عمل خاطئ إذا وصف الآباء والأمهات هذا العمل بالخطأ، وعاقبوا أطفالهم في حال الاستمرار في ممارسته، بذلك يبدأ مفهوم السرقة بالتبلور لدى الطفل. وحول أسباب السرقة، قال إن الأطفال يسرقون لعدة أسباب منها وجود نقص ما في بعض الأشياء لدى الطفل، وبذلك يضطر للسرقة لتعويض ذلك النقص، وبعض الأطفال تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون بها خاصة إذا كان أحد الوالدين متوفيا أو كان الوالد مدمنًا على الكحول أو أن تكون البيئة نفسها فقيرة، فيسرقون لزيادة شعورهم بالنقص في مثل هذه الظروف، وشعور بعض الأهل بالسعادة عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما، وبهذا يشعر الطفل بالسعادة ويستمر في عمله، وقد يسرق البعض لإثبات أنه الأقوى أمام رفقاء السوء، أو تقليد من هم أكبر منه سنا الوالد أو الأخ أو من يؤثرون في حياته، قد يقوم الأطفال بسرقة ما يمنعه الأهل عنهم، وهم يشعرون باحتياجهم له، فإنهم يعملون على أخذه دون علم الأهل، وقد يكون دافع السرقة إخراج كبت يشعر به الطفل بسبب ضغط معين كالإحباط أو طفل جديد. وعن كيفية اكتشاف الأهل لهذا السلوك السلبي، قال إن الأطفال ممن هم أقل من خمس سنوات لا تظهر عليهم أي أعراض، فهم لا يعرفون معنى السرقة ولا يعرفون بماهية السلوك الذي قاموا به، أما من هم أكبر من خمس سنوات فتظهر عليهم بعض الأعراض منها الخوف القلقي من أي موضوع يتعرض بالسرقة أو أي سلوك خاطئ قاموا به والكذب والانسحاب من مواجهة الأهل. ودعا الأهل الى التصرف بعفوية عند اكتشاف هذا السلوك والإسراع في البحث عن أسباب المشكلة، مع إعطاء الطفل ما يحتاجه من نقود وتعويده على أن يطلب ما يحتاجه، أما إن كان الحرمان عاطفيًّا فيجب إظهار الاهتمام به وبحاجاته وقضاء الوقت الكافي معه .. مشددا على ضرورة معالجة الأمر بروية وتأن، وذلك بأن يعيد الطفل ما سرقه إلى الشخص الذي أخذه منه مع الاعتذار، ودفع ثمنه إذا كان الطفل قد صرف واستهلك ما سرقه .. مبينا أن مواجهة المشكلة بجدية سيؤدي إلى الحل الصحيح. وحذر من التصرف بعصبية مع الطفل والمبالغة في العلاج ووصف السرقة واعتبار السرقة فشلا لدى الطفل ومصيبة حلت بالأسرة، بل يجب اعتبارها حالة خاصة والتعامل معها ومعرفة أسبابها وحلها دون مبالغة في رد الفعل. وعن طرق الوقاية، دعا الاستشاري النفسي الى تعليم الأطفال القيم والعادات الجيدة، والاهتمام بذلك قدر الإمكان، وتوعيتهم أن الحياة للجميع وليس لفرد معين، وحثهم على المحافظة على ممتلكات الآخرين، حتى في حال عدم وجودهم، وتنشئة الطفل في جو يتسم بالأخلاق والقيم الحميدة يؤدي إلى تبنيه لهذه القيم، وأن يكون هناك مصروف ثابت للطفل حتى لو كان صغيرا يستطيع أن يشتري به ما يشعر أنه في حاجه إليه حتى لو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد المدرسة، ويجب أن يشعر الطفل بأنه سيحصل على النقود من والديه إذا احتاج لها فعلاً.