×
محافظة المنطقة الشرقية

اختتام فعاليات "ملتقى أبشر للتعاملات الإلكترونية" بالداخلية بتدشين خدمات تقنية جديدة

صورة الخبر

أمسك خلفان برأسه بعدما تكالبت عليه الطلبات، وشعر كأنه خبزة رميت في بحر تنهشها عشرات الأسماك الصغيرة بأسنانها الحادة فتختفي أمام الناظرين. فزوجته مدعوة لزفاف، وهو في قاموسه يساوي تلا من الخسائر، فبين الكوافيره والثياب سيذهب خمس الراتب ذلك الشهر. يا ساتر يا رب، 20% من دخله سيتبخر لترقص النساء ويتسلين! وثاني يوم ستنام زوجته متعبة فلا غداء وإنما «تيك أواي» وخسائر جديدة. ما علينا، فزوجته المسكينة موظفة كادحة تساعده بالمصاريف وتستحق الترفيه. وفي معمعة حساب فواتير الإيجار والمدارس باغته ابنه: «بابا، ليش ما نطلع البر رحلة تطعيس وشوي، والشخص بـ370 ريال!» ردد خلفان مصدوما: «تطعيس!» ضحك الجميع على جهله، وتبرع ولده الصغير بالشرح. سأل خلفان مترددا: «وأيش المتعة في الإسراع بالسيارات في الرمل؟ والتراكض وراء الناس بكل اختراع جديد؟» قهقهت ابنته الصغيره قائلة: «يا بابا وين عايش انت؟ هذه موضة قديمة بس نحن المتخلفون عن الركب». قال خلفان وما قيمة المشاوي هذه، وما الفرق بينها وبين دجاج الشواية حتى ندفع ذلك كله؟ قالت ابنته الكبرى ساخرة «دجاج الشواية هذا الذي يدور ويدور ويأتيك دائخا؟ لا تفضحنا يا بابا؟ وأرجوك لا يرانا أحد نشتريه، هذا صار موضة قديمة ولا يأكله إلا العزاب والعمال المعترين» خلينا نخرج مع الناس وناكل أكل مرتب ونشم هواء نقي. قام خلفان بحساب عقلي سريع أو «منتال ماث» كما علمه أولاده من مناهجهم الأجنبية، فوجد أنه مع أولاده الأربعة وزوجته سيدفعون فوق الألفي ريال فقط للتطعيس، وهذه 20% أخرى طارت من الراتب! وبينما هو بصدد دراسة الجدوى (التي لا يراها) لهذه الرحلة، تناقش أبناؤه متحمسين وأخذ كل منهم يفكر من يدعو من الأقارب، (مما تسبب له في ما يشبه اغماءة سكر مفاجئة). قالت ابنته الكبرى: «بابا قبل الرحلة لازم نمر على شيز كيك فاكتوري وناخذ الحلويات وبجانبه شيك شاك نشتري برجر وبطاطا ونتغدى «خفائف» بالسيارة». دارات به الدنيا بتلك اللحظة وعاد «بفلاش باك» سريع لآخر مغامراته بالمطاعم العالمية وما تكبده من خسائر فادحة على «الخفائف» فزجاجة الماء الصغيرة بثمن صندوق مياه كامل من السوبر ماركت! وما عاد خلفان لرشده، إلا وصاح ابنه الكبير: «أما أنا فذاهب مع رفاقي لرحلة صيد وغوص وكل شخص سيدفع ألف ريال فقط ولكنني أحتاج كمان معدات غوص وصيد»! وحسبها خلفان فوجد أن 20% ثالثة ستودع محفظته للأبد. ومع رواتب الخادمة والسائق فهو وصل نقطة الخطر فـ90% من راتبه قد وزع قبل أن يصل وبقي له 10% فكيف يوزعها ليسدد بها الإيجار وجميع الفواتير. وكيف سيأكلون ذلك الشهر؟ ومعاذ الله أن يمرض أحد منهم ويذهب لطبيب فهذه لوحدها ستكلفه أكثر من الـ10% الباقية. وعندها سكت خلفان عن الكلام المباح وتحسس جيبه ليطمئن على كروت الفيزا والماستر، صديقة الأزمات ومفرقة الجماعات!