بعيداً عن الشعارات والقصائد والخطابات، وبعيداً عن المهرجانات والاحتفالات، فإنّ للوطن مكانته الخاصة في قلب كل مواطنٍ سويّ؛ يدفعه شعوره الفطري ووازعه الديني إلى عشق الأرض التي وُلد فيها، وترعرع عليها، ونشأ بين يديها، هذا الحب والانتماء لن يكون ذا معنى إن لم يُترجَم إلى ســـلوكٍ إيجابي، تتحول فيه المشــاعر الجياشة إلى عملٍ نافع؛ يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرّق، غايته الإصلاح، ووســـيلته الإخلاص، وما عدا ذلك لن يكون إلا مجرد عباراتٍ جوفاء وكلماتٍ لا تتجاوز الحناجر والأوراق..! أيها (المواطن) الكريم؛ إن كنت تحب الوطن، فكن صمام أمنه وأمانه، وحافظ على مكتسباته، وابتهج بإنجازاته، وتجاوز عن أخطائه وهفواته، وإن وجدت قصوراً فســـاهم في تلافيه بالنقد الواعي، والمشــــاركة البناءة في حدود المواطنة الحقة؛ التي تطالب بالحقوق المشروعة، وتقوم بالواجبات المطلوبة، في توازنٍ جميل؛ لا يســـكت عن حقٍ مشروع، ولا يُعين على باطلٍ ممنوع..! أيها (المســؤول) القدير؛ إن كنت تحب الوطن، فقُم بعملك على أكمل وجه، واتقِ الله في وطنك ومواطنيه، وأَدِّ أمانتك كما يجب، واعلم أنّ (الكرســي) موضع تكليفٍ لا تشريف، فإن عجزت عن الوفاء بواجباته فدعه لمن يســتحقه، وبما أنّك تملك الصلاحيات و(المليــارات)، فلا عذر لك ولا مبررات، وستبقى الإنجازات هي المحك الحقيقي للنجاح، وليست الوعود ولا التصريحات..! أيها (الإعــلامي) العزيز؛ إن كنت تحب الوطن، فلا تنسَ أنّ الكلمة أمانة، والإعلام رسالة، فلا تدنــس قلمك (بالتطبيل) الســاذج، أو (التحريض) السافر، وكن أميناً ومنصفاً ونزيهاً، فلا يسيء للوطن سوى (متملق) كاذب، أو (مترصد) حاقد..! حب الوطن ما هو كلام وشعارات ولا قصائد واحتفال وأغاني! حب الوطن: علاقة الأرض والذات عشق انتماء وتضحيات وتفاني طعم الحنين.. وصوت عزف الحكايات وعبير كل أحلامنا والأماني طول العُمُر له فـ القلوب احتفالات ترقص لها الأرواح بين المحاني